كرة القدم ليست مجرد كرة تتقاذفها الأقدام لشغل أوقات الفراغ فحسب، ولا وسيلة ترفيه كما ينظر لها الأغنياء على أنها حديقة قصورهم الخلفية الفاخرة.
كرة القدم وجدت من أجل أن تكون رغيفا للفقراء الذين لا يملكون من حطام الدنيا، سوى هذه الساحرة التي تنسيهم الكثير من جراحهم وآلامهم، بل إنها تسهم بشكل كبير في تعديل حالتهم المزاجية المضطربة بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، لذا فإن مجرد التفكير في الاقتراب من هذا الرغيف الذي يعتبر بالنسبة لهذه الفئة المغلوب على أمرها، هو الماء والهواء والزاد، ما هو إلا عبث يجب أن نقف جميعنا في وجه كل من يروج له أو يباركه تحت شعار "الاستثمار والتسويق الرياضي"، فما نلحظه حاليا من تواتر الأخبار حول تشفير مباريات دوري جميل ما هو إلا بداية عودة شبابنا إلى ارتياد المقاهي وأماكن التجمعات العامة بسبب عدم قدرتهم على الاشتراك في باقة القنوات الناقلة لمشاهدة مباريات أنديتهم، من منازلهم ووسط ذويهم، فجميعنا يذكر أن منح حقوق نقل مباريات الدوري السعودي قبل عدة سنوات للقنوات الرياضية السعودية كان بسبب المحافظة على شباب هذا الوطن من التردد على تلك الأماكن، وذلك بعد الملاحظات التي تم تدوينها ورصدها ورفعها للجهات المختصة، التي أكدت أن تشفير المباريات في تلك الفترة كان له آثار سلبية مباشرة على شبابنا، لذا فإن جميع المبررات الواهية التي يروج لها "المنتفعون" من تشفير مسابقاتنا المحلية يجب ألا تمر مرور الكرام على صناع القرار، بل يجب أن يكون لهم موقف حازم من أجل إيقاف هذه الخطوة التي ستزيد من الأعباء المالية على ذوي الدخل المحدود، الذين هم أحوج ما يكونون إلى كل "ريال" سيدفعونه من أجل مشاهدة مباريات أنديتهم.
سالم الأحمدي - الوطن السعودية-