اقتصاد » فساد

هل ستشتري السعودية جزيرة مرجانية كاملة من جزر المالديف؟

في 2017/03/07

لم تحظ العلاقات الثنائية بين المالديف والرياض بالكثير من الاهتمام حتى الآن، ولكنها تنمو اليوم بسرعة كبيرة.

يقوم الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، ملك السعودية، بجولة نادرة هذا الشهر إلى ستة بلدان آسيوية، ماليزيا وأندونيسيا وبروناي، اليابان، الصين، وجزر المالديف. وقد تابعت في وقت سابق من هذا الأسبوع، وعلقت على ذلك في قناة الجزيرة و كان لي نظرة طويلة في النبضات الجيوسياسية والاقتصادية الحيوية الدافعة للتوجه السعودي لهذه الدول الست. وناقشت المصالح السعودية في البلدان المذكورة أعلاه بالتفصيل، ولكن أريد أن أتعمق بخصوص جزر المالديف، والذي تختلف جغرافيا واقتصاديا قليلا عن الدول الست الأخرى على خط سير «سلمان».

على مدى السنوات القليلة الماضية كتبت عن تفكك ديمقراطي في المالديف تحت قيادة «عبد الله يمين». وقد كانت لحظة فاصلة وبمثابة نقطة انعطاف سلبية في مسار الديمقراطية الليبرالية في البلد الأرخبيلي الصغير الواقع في المحيط الهندي أوائل 2015 عندما تم اعتقال و محاكمة «محمد نشيد»، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد.

وفضلا عن التراجع الديمقراطي، تحظى جزر المالديف بتصنيف سلبي باعتبارها واحدة من أكبر المساهمين في عدد المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ولا تتقدم عليها حاليا إلا تونس، وقد أصبح التطرف في جزر المالديف أكثر مدعاة للقلق في السنوات الأخيرة بالنسبة للدول المجاورة مثل الهند.

لذلك، ما الذي يحدث بين السعودية وجزر المالديف وكيف تتناسب الرياض مع كل هذا؟

لقد تسربت الحركة الدينية الوهابية في السعودية إلى جزر المالديف على مر السنين. وأحد هذه المسارات كان له علاقة بتنقلات الناس بين جزر المالديف وباكستان، أكبر دولة ذات أغلبية إسلامية في جنوب آسيا. وعلى مر السنين، تعرض رجال الدين والطلاب الإسلاميين المالديف تدريجيا إلى الفكر الوهابي، الذي قد حان وقته لتشكيل كل من السياسة في الجزيرة، وحتى الهوية في السنوات الأخيرة.

في عام 2015 شكل السعوديون أول بعثة دبلوماسية في البلاد وفي نفس العام وقعت المالديف والسعودية على اتفاقية للتعاون الديني، بتمويل سعودي لمشاريع بناء المساجد في البلاد. كما أن جزر المالديف انضمت ما يسمى التحالف العسكري الإسلامي بقيادة السعودية، الذي أعلن العام الماضي لتوحيد البلدان المسلمة ضد الدولة الإسلامية. وتملق المالديف للسعودية له جاذبية خاصة في ظل تدني العلاقات مع أكبر قوة إقليمية، نيودلهي. وقد توترت العلاقات منذ التراجع الديمقراطي. كما أن الصين أيضا بالمثل، تعتبر شريكا آخر في المصالح بالنسبة للمالديف.

ونظرا للزيارة النادرة من السعودية إلى أندونيسيا، التي تعتبر أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، حيث كانت أول زيارة سعودية لها قبل 47 عاما، فإنه من اللافت للنظر أن الزيارة إلى المالديف تأتي فقط في غضون عامين من إقامة الرياض بعثة دبلوماسية هنااك. كل هذا يؤكد مدى السرعة التي تطورت بها العلاقات الثنائية السعودية المالديفية. وقد زار الملك «سلمان» الدولة الجزرية الصغيرة قبل اعتلائه العرش بعد الملك الراحل «عبد الله» حيث زار سلمان جزر المالديف في عام 2014.

سوف يكون من المفيد أن نراقب عن كثب أهداف زيارة «سلمان» وجولته في ست دول في إطار خطة التحول الوطني في المملكة العربية السعودية، التي تسعى إلى قلب النموذج الاقتصادي الذي يعتمد على النفط. وتحقيقا لهذه الغاية، يقال أن السعودية تبحث عن صفقة عبر عقد إيجار لمدة 99 سنة، لأحد الجزر المرجانية في جزر المالديف، جزيرة فافواتول، على وجه التحديد، وهي حاليا ضمن التقسيم الإداري للمالديف. ويعتقد أن البيع سيؤدي إلى الترحيل القسري لأكثر من4000 من الناس الذين يعيشون حاليا هناك. سوف يقوم السعوديون بتطوير الجزيرة المرجانية، ويفترض أن يقوموا باستكشاف المشاريع المدرة للدخل في مجال السياحة، وحتى التجارة البحرية.لذلك، في حين أن الدول الكبرى والأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية في جولة سلمان إلى آسيا قد جذبت المزيد من الاهتمام، فإن جزر المالديف ليست مجرد عرض جانبي، ستكون الزيارة لكل من الرياض والمالديف فرصة في غاية الأهمية لتوقيع اتفاقات وتفاهمات وتحسين هذه العلاقة الثنائية، التي تتقارب بسرعة.

ذا ديبلومات- ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-