الخليج أونلاين-
مع قطعها شوطاً طويلاً من التطور في العمران والتكنولوجيا، التي شملت مختلف قطاعات البلاد ومؤسساتها، لم تتوقف دولة الإمارات عن ملاحقة آخر الابتكارات العلمية في صنوف شتى؛ لتكون من أوائل الدول التي تقتنيها وتعتمدها داخلها.
وفضلاً عن اقتنائها تكنولوجيا متطورة وظفتها لخدمة القطاع العام في الإمارات، تسعى الدولة الخليجية إلى توفير أقصى درجات السلامة عبر اقتناء أحدث الابتكارات في مجال إطفاء الحرائق، كان آخرها ما يعرف بالدولفين، الذي يعد الأول من نوعه في العالم لإخماد حرائق السفن والمباني والمنشآت الشاطئية.
والفكرة قائمة على اختصار زمن الاستجابة، عندما تكون الشوارع مزدحمة بالسيارات التي تعرقل وصول آليات الدفاع المدني من المراكز البرية الثابتة إلى مواقع الحرائق في المباني الشاطئية.
لكن وبرغم كل ما تبذله من جهد لاقتناء أحدث التقنيات في هذا المجال، تنشب الحرائق بين فترة وأخرى في دولة الإمارات، لا سيما في المباني الشاهقة.
أحدث تلك الحرائق وقعت الجمعة 4 أغسطس الجاري، إذ شهدت الإمارات ثلاثة حرائق.
الحريق الأول اندلع في أحد الأبراج السكنية بمنطقة المارينا في إمارة دبي، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الأدوار العليا في برج "The Torch" (الشعلة).
وقال مصدر في شرطة دبي إنه تمت السيطرة على حريق شبّ في بناية الشعلة في منطقة المارينا في دبي، وذلك بعد ورود بلاغ بوجود ألسنة لهب في الطابق التاسع وامتد إلى الأعلى، وتم انتقال فرق الإطفاء والإنقاذ من شرطة ودفاع مدني بدبي، وتم إخلاء البرج من قاطنيه وتطويق المنطقة.
- حريق في الشارقة
من جهة أخرى، تمكّنت فرق الاقتحام وفرق الدفاع المدني بالشارقة من السيطرة على حريق نشب في أحد الأبراج السكنية قيد الإنشاء، بمنطقة النهدة في الشارقة، مكون من 17 طابقاً.
وقال العقيد سامي النقبي، مدير إدارة الدفاع المدني في الشارقة، إنه ورد بلاغ إلى غرفة العمليات بإدارة الدفاع المدني، عند الحادية عشرة والنصف مساء، يفيد باندلاع حريق في أحد الأبراج قيد الإنشاء بمنطقة النهدة، وتم على الفور تحريك فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث، الذي تبيّن أن شرارته انطلقت من سطح المبنى إلى الأدوار السفلى، ما أدى إلى تساقط الأخشاب.
الحريق الثالث شهدته إمارة أبوظبي، حيث أخمدت فرق الدفاع المدني الحريق الذي شب في أحد مباني شركة أبوظبي للإعلام.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، استطاع أفراد الدفاع المدني السيطرة على النيران التي شبت في الجزء الأيمن بأحد المباني الواقعة داخل أسوار مباني التلفزون.
حوادث الحرائق في دولة الإمارات بعضها يترسخ في الذاكرة؛ لعل أبرزها الحريق الكبير الذي التهم فندقاً فخماً قبل ساعات فقط من انطلاق احتفالات ليلة رأس السنة 2016.
وكان الحريق اندلع في فندق "العنوان" المكون من 63 طابقاً، قبل ساعات فقط من موعد انطلاق الاحتفالات بعرض للألعاب النارية في مبنى برج خليفة، القريب من فندق العنوان.
وتزامن الحريق مع تجمع آلاف المقيمين والسياح في مكان قريب لمشاهدة عرض الألعاب النارية، وجرى إخلاء الفندق، ولم يصب إلا 16 شخصاً بإصابات خفيفة.
وقال مدير شرطة دبي، خميس المزينة، في حديث للصحفيين إن الحريق كان نتيجة ماس كهربائي، مشيراً إلى أنه لم يلق القبض على أحد، ولم تكن هناك شبهة بحدوث جريمة، ولم يكن هناك أي إهمال.
- أسباب الحرائق
الإمارات التي اشتهرت ببناء الأبراج الشاهقة، يقول خبراء إن الكثير من هذه الأبراج مكسوة بمادة شديدة الاشتعال، الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً لساكنيها.
ويقدر أحد الخبراء في الإمارات إن نحو 70% من البنايات شاهقة الارتفاع تحتوي على كسوات تضم ألواحاً مستخدمة في الواجهات الخارجية المصنوعة بدورها من بلاستيك حراري، قابل للاشتعال يتوسط لوحين من الألومنيوم.
وعندما تشتعل النيران في أحد الألواح، سرعان ما تنتشر وتصل إلى قمة البناية، وتخلف وراءها حطاماً محترقاً يتساقط في الشوارع مثل الألعاب النارية، على حد وصف أحد الخبراء.
- سكان الإمارات في خطر
ونقلت "بي بي سي" في وقت سابق، عن توم بوهلين، الخبير لدى مركز الشرق الأوسط للتنمية المستدامة، قوله: "تبدو واجهات الأبنية حسنة الهيئة، وتعمر طويلاً، لكنها تواجه مشكلة واحدة؛ ألا وهي سرعة الاحتراق".
وأشار بوهلين، كبير الخبراء الفنيين بالمركز، إلى أن الإمارات أجازت قانوناً يحظر استخدام الواجهات القابلة للاشتعال، لكنه قانون يطبق فقط على البنايات الجديدة، في إشارة منه إلى أن البنايات القديمة وعددها كبير جداً قد تتعرض لحريق في أي وقت، وقد تتسبب بكوارث كبيرة، بالإضافة إلى كونها مهددة لحياة سكانها.
وأضاف: "ذلك لا يراعي مشكلة البنايات الحالية، في حين أن تكاليف الإصلاح ستكون باهظة للغاية".
ويقدر بوهلين أن "500 بناية على الأقل" في الإمارات تكسوها ألواح قابلة للاشتعال.