موقع ميدل إيست آي-
أفاد تقرير نشره موقع بريطاني، بأن جهود الإمارات لنيل نفوذ داخل دوائر المحافظين الجدد، وتحديداً داخل البيت الأبيض، لم تلفت الانتباه، لكن توسيع المحقق الخاص روبرت مولر دائرة التحقيق لتشمل الإمارات، يشير إلى أن نشطاء أبوظبي في واشنطن، ربما كان لهم تأثير كبير يجاري تأثير اللوبي اليهودي المتمثل في "أيباك".
وأضاف موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير له، الأحد، أن أبوظبي حاكت بدهاء شديد، شبكة نفوذ شملت مسؤولين أمريكيين، ومراكز بحثية، وخبراء، ومتصيِّدين على وسائل التواصل الاجتماعي داخل الولايات المتحدة، واعتماد رسائل وأهداف تحاكي تلك الصادرة عن اللوبي الإسرائيلي.
وذكر التقرير أن استراتيجية الإمارات لشراء النفوذ في واشنطن تكثفت عام 2008، بعد كارثة شركة "موانئ دبي"، عندما رفض مشرعون أمريكيون إدارة الشركة 6 موانئ أمريكية، باعتبار أن ذلك يهدد الأمن القومي الأمريكي، لتسعى أبوظبي بعدها لمحو الصورة السلبية؛ إذ كُلِّف السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، مهمة رسم صورة جديدة، باعتبارها شريكاً مهمّاً لأمريكا تشاركها مخاوفها الأمنية نفسها.
وأشار إلى أن ترديد اللوبي الإسرائيلي رواية الإمارات نفسَها، لا ينبغي أن يكون مفاجئاً؛ لأن العتيبة استثمر في توظيف خبرات ومؤسسات تتعامل مع الإسرائيليين؛ إذ تمكن العتيبة، بواسطة شبكة من الاتصالات الشخصية في الإعلام وغيره، من زرع رواية الإمارات في الدوائر المحافظة بواشنطن، كما نقلت صحيفة "العرب" القطرية.
ولفت الكاتب إلى أن الإماراتيين اختلقوا صورة تتماشى مع مخاوف المحافظين بشأن إيران والإسلام السياسي، وهي مخاوف دعمتها أذرع اللوبي الإسرائيلي طوال عقود مضت. وبإذكائهم المخاوف بشأن الإسلاميين والتوسّع الإيراني، فإن الإماراتيين يصورون أنفسهم على أنهم نموذج يحتذى به، وأنهم حائط دفاع عن تلك القضيتين.
ويشرح التقرير كيف أن الإمارات لم تقتنع بإقامة علاقات شخصية مع النخبة المحافظة في واشنطن؛ بل عملت على صياغة خطاب خاص بها يتسم بالخبرة داخل أروقة المراكز البحثية، فلَم تستثمر أبوظبي ملايين الدولارات لشراء نفوذ في مراكز بحثية محافظة، مثل "أتلاتنك كونسل"، و"معهد الشرق الأوسط"؛ بل أنشأت "المعهد العربي لدراسات الخليج"، ليكون لسان حالها بواشنطن.
ولفت التقرير إلى أن ثورات الربيع العربي دفعت الإمارات من موقف الدفاع عن نفسها إلى الهجوم؛ إذ وجدت أبوظبي روايتها -القائمة على دعم استقرار الأنظمة السلطوية- تحت الحصار مع انهيار أنظمة مصر وتونس وليبيا، في وقت دعمت فيه قطر تطلعات الشعوب العربية، ودعوات التغيير الاجتماعي والتعددية السياسية.
وأضاف أن الإمارات وظّفت نفوذها لدى المحافظين ودوائر صنع القرار، ليس فقط لمحاربة سياسة إدارة الرئيس أوباما الخاصة بالشرق الأوسط؛ بل وجهت آلتها نحو تشويه سمعة قطر.
ويوضح التقرير أن رسائل الإمارات المناهضةَ لقطر تكثفت حدّتها بعد أزمة الخليج 2014، فقد نشرت أبوظبي جيشها من متصيدي الإنترنت؛ لنشر مزاعم غير موثقة، اختلقتها مراكز بحثية مرتبطة بالإمارات واللوبي الإسرائيلي عن دعم قطر للإرهاب، وهي الرواية التي كررت نظريات المحافظين، التي تربط بين أي شيء إسلامي على أنه ينتمي إلى السلفية الجهادية.
واستطرد التقرير بالقول: إن الإمارات استغلت ضعف خبرة حملة ترامب الانتخابية، ورأتها فرصة لتوسيع نفوذها؛ إذ كانت الحملة ضعيفة أمام العروض والمفاتحات التي تقدم بها وكلاء الإمارات في واشنطن، مثل إريك برنس وإيليوت برودي، اللذين يرتبطان بعلاقات تجارية واسعة مع أبوظبي.
وأشار التقرير إلى أن الحلقة الأضعف في تلك الدائرة، هو غاريد كوشنر، الشخصية المقربة من "أيباك"، الذي يشغل منصب مستشار ترامب، فضلاً عن كونه صهره.
ومن خلال مراسلة الاستهداف وشراء الخبرات في مجال الدعاية، فإن أبوظبي لم تتمكن فقط من الهيمنة على خطاب واشنطن فيما يتعلق بالشرق الأوسط؛ بل الأهم أنها شكلت رد فعل ترامب المبدئي تجاه حصار قطر.
وأكد التقرير أن علاقة كوشنر مع محمد بن زايد واللوبي الإماراتي، وقُربه من اللوبي الإسرائيلي، جعلاه ضعيفاً أمام الخطة الإماراتية لحصار قطر؛ بل سعى كوشنر لإضعاف اعتراضات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية فيما يخص الأزمة.