عبدالله يوسف بكر- عكاظ- دأبت الأندية السعودية على جلب اللاعبين غير السعوديين منذ عدة عقود للمشاركة ضمن الدوري السعودي وفق لائحة وضوابط معينة. ويفوق عدد هؤلاء اللاعبين الخمسين، وربما تلغى عقود أعداد كبيرة منهم سنويا ليأتي غيرهم وهكذا.
وقد وصل الإنفاق على هؤلاء اللاعبين في الوقت الحاضر مئات الملايين بعد أن كانت لا تتعدى عشرات الملايين وهي في تصاعد مستمر.
ومنهم من برز وساهم في انتصارات وبطولات ثم تم تغييرهم بحجة جلب الأفضل، لكن من حضر بعدهم لم يقدم نصف ما قدموا في كثير من الأحيان!.
ومنهم من تم تسريحهم بحجة أنهم أقل من الطموحات وللرغبة في الأفضل، ثم وجدناهم يمثلون أرقى الفرق العالمية بل وفي المنتخبات العالمية الكبرى والتي تفوقنا بمراحل، فما معنى ذلك؟.
ومنهم من كان متوسط المستوى والشهرة وفي حدود إمكانات أنديتنا، إلا أن انسجامهم مع الفريق وتغطيتهم لبعض العجز شكل نجاحا كبيرا وبعضهم حقق بطولات، ومع ذلك تم تغييرهم أيضا بحجة الرغبة في الأفضل، ومن جاء بعدهم كانوا أسوأ مستوى وأقل انسجاما وأكثر تكلفة، فلماذا؟.
في كل تغيير يخسر النادي ماديا من رواتب باقي المدة وغرامة فسخ العقد كما يتكلف مقدمات عقود جديدة وتذاكر طيران وكشوفات طبية مع من يأتي بعدهم، وربما يتضرر أيضا النادي في موضوع السيارة والسكن وأمور غير ذلك.
وما نطلبه عند التغيير أن تراعي الأندية أمورا كثيرة منها الفنية والمادية والسلوكية، واستعداد اللاعب للتجانس والتأقلم مع البيئة الجديدة، وتحديد الدور الذي يؤدي إلى إضافة للفريق ويغطي العجز الموجود، وعلينا ألا نغفل دراسة وضعه العائلي، فكم من لاعب نجح معنا ولكنه عاد بسبب عائلته أو عدم التأقلم أو سوء سلوكه.
إن ما يبذل من جهد ومال في جلب اللاعبين غير السعوديين يحتاج إلى مزيد من الدراسة والخبرة والحنكة منعا للهدر المالي الكبير وإن توجيه جزء من ذلك في إعداد جيل جديد يمكن أن يرسم لنا مستقبلا أجمل ويحقق لنا نتائج أفضل.