مريم الشروقي- الوسط البحرينية-
ملفّات كبيرة وتحدّيات أكبر تواجه النوّاب الحاليين، وخاصة بعد التعديلات التي أجراها النوّاب السابقون في شأن اللائحة الداخلية للمجلس، وفي شأن حرّية النوّاب ومدى سلطتهم داخل قبّة البرلمان، نوّابنا الأفاضل... ماذا بقي لكم؟! بالأصح ماذا بعد؟!
ملف تثبيت قائمة 1912، ملف الصحّة والعلاج في الخارج، ملف دعم اللحوم والمحروقات، ملف التنمية، ملف رفع استحقاق الضمان الاجتماعي، ملف نقل أراضي وزارات الدولة الى الاسكان، ملفّات كثيرة ومتشعّبة، وليست هي محور المشكلة الرئيسية التي نعاني منها في البحرين!
كنّا نريد من سعادة النوّاب وضع مقترح برغبة للتصدّي الى الأزمة المالية الحالية التي على اثرها نتعثّر كل يوم، والتي بسببها نعيش حالة التقشّف، ولو قام سعادة النوّاب بالضغط على الحكومة لتحصيل مبالغ فواتير الكهرباء فقط، لكانت الأزمة المالية في خبر كان، ولكن لا ندري إن كان هناك من يلتفت الى هذه المبالغ من قبلهم!
أيضا حبّذا لو قام سعادة النوّاب بالإصرار على فرض الضرائب، التجار قبل الفقراء، لوجدنا بأنّ خزينة الدولة ستفيض بالمال، من نُحاسب اذا كان النوّاب لا يستطيعون محاسبة الحكومة ولا يستطيعون رد الأموال المهدورة؟!
لا نستطيع محاسبة أحد أبداً، والشواهد على ذلك كثيرة، اذ يكفينا ملف فساد ألبا/ ألكوا، وملف أملاك الدولة، وملف فرقية سعر النفط التي تحدّث عنها عادل المعاودة، وأرقام سعر النفط المختلفة التي تحدّث عنها النائب العمادي، ناهيك عن تقارير ديوان الرقابة المالية والادارية، الذي أثبت دقّته في كشف الفساد، ولكن على رغم خروجه الى النور كلّ سنة، لم نجد وزيرا واحدا يسقط أو يُقال!
نعتقد بأنّ مشكلة سعادة النوّاب تنبثق في القوانين التي قام بها المجلس السابق، والتي على اثرها خنقوا النوّاب الحاليين، وللأسف الشارع لا يرحم، فالنّاس صدّقت جملة بصوتك تقدر، ولم يعرفوا بأنّ النواب لا يستطيعون تحقيق الأماني والمطالب.
نريد ونريد ونريد، والدولة أيضا تُريد وتُريد وتُريد، وبين المواطن والدولة، هناك كثير من الحلول التي قد تقينا شر السنوات العجاف، ولا تحتاج الاّ الى تطبيق فوري، ارجاع أموال الدولة الى خزينة الدولة، وفرض الضرائب على الجميع، ورفع الدعم عن الأجانب، وتطبيق القانون على من تسوّل له نفسه عدم استيفاء فواتير الكهرباء، والبدء بفواتير الهوامير قبل البدء بفواتير المواطنين المطحونين، عندها سنجد بأنّ مشكلتنا بسيطة جدا وليست بذلك التعقيد والتضخيم الذي يتحدّث عنها الخبراء الاكتواريون.
سعادة النوّاب الأفاضل أعطونا فاصلا طويلا، واسعوا في هذا الفاصل الى تعديل اللائحة الداخلية، وتعديل وضعكم القانوني، حتى تستطيعوا مباشرة أموركم بكل حرّية، فأنتم صوت الشعب، وإن كنتم كذلك فاثبتوا له ما تعتقدونه، ولكم التحيّة.