خالد السليمان- عكاظ السعودية-
تتلقى السعودية انتقادات داخلية وخارجية بأن معالجتها للإرهاب معالجة أمنية دون أن يصاحب ذلك معالجة للأسباب التي تفخخ العقول بالتشدد وصولا إلى التكفير، في الحقيقة العالم نفسه يقع في نفس الخطأ، فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت بوصلة الصراع في العالم، والدول الغربية تعالج الإرهاب معالجة عسكرية أمنية دون التعرف على الأسباب التي تجعلها هدفا للإرهاب !
فالغرب ما زال يرفض الاعتراف بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس المشكلة وأن الدعم الذي يقدمه الغرب لإسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية وغض الطرف عن مشاريع الاستيطان والممارسات العنصرية والقتل اليومي للفلسطينيين يمس قلب كل مسلم، كما أن ضرب أفغانستان والعراق بدعوى محاربة الإرهاب لم ينتج إلا مزيدا من الكراهية في العالم الإسلامي تجاه الغرب مما جعل المجتمعات الإسلامية بيئة خصبة لنمو التطرف وصناعة المتطرفين !
فتشوا عن الحقوق المسلوبة في كل قضية وستجدون أنها أساس كل لجوء للعنف وتفريخ للإرهاب، فعندما عالجت الهند مشكلة السيخ وعالجت بريطانيا مشكلة الإيرلنديين توقفت أعمال العنف التي دفعت رئيسة الوزراء أنديرا غاندي وابنها حياتهما ثمنا لها في الهند، وكادت ملكة بريطانيا وهي على صهوة جوادها أن تدفع حياتها ثمنا في بريطانيا!
اليوم بات الصراع أكثر تعقيدا ودموية وكراهية، وما لم تقرن القوى الكبرى مع المعالجة العسكرية معالجة الأسس التي تمد أسباب الصراع بالحياة فإن للإرهاب بقية!