الراي الكويتية-
«ادفع 2000 دينار تحصل على ...الجنسية الكويتية»، لم تكن من باب نسج الخيال، فالموضوع الذي أثارته «الراي» الأسبوع الماضي لم يكن، على ما يبدو، سوى رأس «جبل الجليد» المثقل بكثير من معاملات التزوير في موضوع مهم وحساس كالجنسية الكويتية، ينم في المقام الأول على تفضيل البعض من حملة الجنسية الكويتية على المال، فوضعوه فوق المصلحة العامة، والحرص على الوطن، فقبضوا المال ومنحوا جنسية أبنائهم لمن هم غرباء عن الكويت.
غير أن صحوة الجهات الأمنية كانت بالمرصاد، فأسقطت المزيد من المتهمين كما تتساقط أوراق الشجر في الخريف، ومن جديدهم إماطة اللثام عن تجنيس ستة سوريين في سنوات متعاقبة بدءاً من العام 2000، مقابل مبلغ إجمالي قدره 52 ألف دينار، وعلى ذلك تمتع السوريون الستة بمميزات الجنسية الكويتية، فحصلوا على الجواز والبطاقة المدنية وقرض الزواج وتقدموا بطلبات إسكانية، حتى أن احدهم أوفد في بعثة دراسية الى الولايات المتحدة على نفقة الدولة.
وفي التفاصيل، وفقاً لمصادر أمنية، أنه بناء على توجيهات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد وتعليمات الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح، تمكنت ادارة البحث والمتابعة في الادارة العامة للجنسية والجوازات بالتنسيق مع مديرية الأمن في استخبارات الجيش، بعد عمل المزيد من التحريات حول الواقعة والوقوف على جديتها، تمكنت من ضبط كل من المتهم (ن. ر) و شقيقه (ع. ر) وابن عمهما المتهم (س.أ) وجميعهم سوريو الجنسية يعملون في وزارة الدفاع.
وقالت المصادر الأمنية إن التحريات دلت على ان المتهم الاول تعرف على المتهم الكويتي (م.ع ) في سنة 2000 وعرض عليه اضافة ابنيه في ملف جنسيته مقابل مبلغ 15 الف دينار، فأبدى استعداده لذلك وقام بتسليمه المبلغ بعد ان استخرج له جوازي سفر كويتيين وبطاقتين مدنيتين، بعد ادلائه ببيانات كاذبة وغير صحيحة، تحمل بيانات ابنين للمتهم الكويتي وصور ابني السوري، وبعدها بسنة تم الاتفاق بين المتهمين (ن.ر) و(ع.ر) وبين المتهم الكويتي ذاته باضافة ابن المتهم الأول الى ملف جنسيته مقابل 10 آلاف دينار كويتي تم تسليمها للمتهم الكويتي، بعد ان قام بوضع صور ابن المتهم (ع.ر) على أنها لأحد أبنائه المضافين واستخرج له جواز سفر وبطاقة مدنية.
وأشارت المصادر الى أن مسلسل التزوير لم يقف عند هذا الحد، فبعد الحادثة الثانية بسنتين، قام المتهم الاول باضافة ابن قريبه المتهم (ع.ا) الى ملف جنسية أحد الكويتيين بمبلغ وقدره 12 الف دينار، وعلى ذلك تم استخراج الأوراق الرسمية لابن المتهم ببيانات شخص كويتي تحمل صورة ابن المدعو (س.أ) ومن ثم تم الاتفاق على اضافة ابني الشقيق الثالث للمتهمين السوريين في ملف جنسية المتهم الكويتي (م. ع) بعد ان تسلم مبلغ 15 الف دينار واستخرج لهما جوازي سفر و بطاقتين مدنيتين، حيث بات الجميع ومنذ حصولهم على الجوازات والبطاقات الكويتية يتمتعون بمميزات الجنسية الكويتية من علاوة أولاد وبدل ايجار وقرض الزواج، وطلبات إسكانية، كما انه تبين ان احدهم مبتعث منذ سنوات عدة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية على نفقة الدولة، وعليه تمت احالة الجناة الى النيابة العامة على ذمة القضية رقم 6 /2015 جنايات الجنسية والجوازات واعترافهم بكل التهم المنسوبة اليهم جملة وتفصيلا.