اقتصاد » فساد

فايننشال تايمز: وعي السعوديين بالفساد والإنفاق المفرط للنخبة الحاكمة قد يعرقل محاولات فرض مزيد من إجراءات التقشف

في 2015/12/23

فايننشال تايمز- ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير لها: إن فريقا من التكنوقراط يضعون اللمسات النهائية لخطط إحداث تغيير جذري بالاقتصاد السعودي في المملكة.

وأشارت إلى أن مساعدي الأسرة الحاكمة مدعومين بجيش من الخبراء والاستشاريين الغربيين الذين يتقاضون مرتبات عالية وجدوا أن مليارات من الدولارات المهدرة والسخاء الحكومي لم تعد المملكة قادرة على تحملها.

وأضافت أن العاهل السعودي الملك سلمان يواجه تحديات رهيبة في إدارة حقبة جديدة في السعودية بعد أقل من عام من وصوله للسلطة، بعدما اعتمدت المملكة سياسة نفطية لحماية حصتها في سوق النفط بدلا من دعم الأسعار، وعلى الرغم من أن تأثير تلك السياسة خففت من خلال الاحتياطي من العملة الأجنبية في المملكة الذي يصل إلى 640 مليار دولار، إلا أن عصر 100 دولار لبرميل النفط قد ولى، وعجز الميزانية حل محل فائض الميزانية.

ونقلت عن مسؤول بارز في الرياض أن انهيار أسعار النفط أشبه بدعوة للاستيقاظ، مضيفا أن المملكة لديها تاريخ طويل من الممارسات السيئة نتيجة الاعتماد المبالغ فيه على النفط.

وتحدث رجل أعمال سعودي عن أن الصورة قاتمة ومع استمرار أسعار النفط في الهبوط والاضطرابات في المنطقة والقضايا الأمنية في المملكة فإن هناك قليل من الخيارات وسيكون الوضع أكثر ترديا بالنسبة للسعودية.

وذكرت الصحيفة أن السعوديين يعلمون أن السلطة مركزة حاليال في يد الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد المهتم بالبيانات والتفاصيل والذي يقود فريقا يعمل على إعادة هيكلة الاقتصاد.

وأضافت أنه في إطار تطلع الأمير محمد بن سلمان لتعزيز طموحاته الشخصية فإن النجاح أو الفشل في خططه الاقتصادية سيكون المقياس الأساسي للحكم عليه.

وأشارت إلى أن المملكة خفضت الإنفاق العام بنسبة 25% وجمعت 27 مليار دولار عبر سندات الدين المحلية هذا العام وتدرس الحصول على برنامج سندات دولية في 2016م.

وحذرت الصحيفة من أن هناك دلائل على أن خفض الإنفاق الحكومي أضر بثقة المستثمرين، فالقطاع الخاص الذي يعتمد على الإنفاق الحكومي يعاني من التقشف الحاد، فالمستثمرين يشعرون بأن هناك كثير من التغييرات المفاجئة في الإجراءات ولا يعرفون إلى أين تتجه الأمور، مضيفة أنهم يحتاجون للاستقرار.

واعتبرت الصحيفة أن النمو في القطاع الخاص يمثل أمرا حيويا من أجل خلق الوظائف لمئات الآلاف من السعوديين الذين يدخلون سوق العمل كل عام.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات لتغيير العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم في المملكة تهدد بقلب التوازن الدقيق للسلطة في وقت تكثر فيه التهديدات الإقليمية.

وحذرت الصحيفة من أن هناك وعي متنام داخل الشعب السعودي فيما يتعلق بالفساد والإنفاق المفرط من قبل النخبة الحاكمة من الأمراء، والذي قد يعرقل محاولات فرض مزيد من التقشف.