عبدالمحسن الحسيني- الشاهد الكويتية-
الحديث طويل وكثير ومتعدد الأطراف حول الميزانية العامة للدولة، الحكومة وعلى لسان وزير المالية أعلنت أن هناك عجزاً كبيراً في الميزانية العامة بسبب تدني أسعار البترول، والحكومة بدورها أعلنت التقشف وطالبت وزاراتها بتقليص مصروفاتها وعدم المبالغة في مصروفاتها المتعددة، والحكومة من جانبها قدمت عدة حلول لمعالجة العجز ومنها تقليص ميزانيات الوزارات والمؤسسات الحكومية وعرضتها على مجلس الأمة الذي يجب عليه مساعدة الحكومة في المعالجات التي طرحتها الحكومة إلا أن ما نراه من ميزانيات لمختلف الوزارات لم يتم تقليص مصروفاتها ومنها المكافآت السنوية للوكلاء وكبار المسؤولين، كذلك لم يتم تقليص مصاريف اللجان المختلفة التي من الممكن أن تجتمع خلال الدوام الرسمي، وللحقيقة فإن معظم هذه اللجان تجتمع أثناء الدوام الرسمي وتصرف المكافآت لأعضاء اللجان، وهذا ما يتضارب مع القوانين الخاصة بذلك، وحتى مصاريف السفريات الرسمية لم يتم تقليصها، مما يدل على أن الوزارات لم تنفذ قرارات مجلس الوزراء، وحتى سمو الأمير سبق أن طالب بضرورة تقليص المصروفات للتغلب على عجز الميزانية، ولكن الوزارات مستمرة في مصاريفها دون أي تقليص.
قدمت الحكومة مشروعات عدة للمساهمة في تقليص الميزانيات ومنها تخفيف أو إلغاء الدعومات ورفع أسعار البنزين، وكذلك اقترحت وزارة الصحة تقليص ميزانيات العلاج في الخارج إلا أن هذه المشروعات العلاجية لعجز الميزانية لم تلق الاهتمام والقبول لدى أعضاء مجلس الأمة، وكان من المفروض أن يكونوا أكثر تحمساً واهتماماً من أجل المساهمة في حل ما تواجهه الميزانية من عجز، ونوابنا حريصون على مصالحهم أكثر من حرصهم على مصالح البلد، إنهم يريدون استغلال العلاج في الخارج لخدمة ناخبيهم
ولا يريدون رفع سعر البنزين حتى لا يغضبوا بعض الناخبين دون مراعاة للمصلحة العامة للدولة، في الحقيقة مطلوب صدق وجدية من قبل مجلس الأمة والحكومة في معالجة العجز المالي للدولة، وعدم التردد في اتخاذ قرارات في صالح الدولة، كفانا كذباً على الشعب، لابد أن تتخذ القرارات الحاسمة للصالح العام، وعدم الخوف من بعض الناخبين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية، لابد أن يسود التعاون وحب الوطن في نفوس كل الكويتيين، من أجل الكويت ومستقبل أجيالنا يجب أن نفكر في أولادنا ولا نكون أنانيين ودعك من أن الخير وايد، العالم كله تعرض للعجز وأزمات مالية ومنها الدول الكبرى، ولكن استطاعت هذه الدول أن تعالج مشاكلها بروح المواطن الحريص على بلده، ولماذا لا نكون مثل هذه الشعوب الراقية، ونذكر الجميع بقول جابر الأحمد أمير القلوب «الكويت لنا وكلنا للكويت».