اقتصاد » ميزانيات

مغارة العجز المالي...

في 2016/09/09

وكيل وزارة الأشغال العامة المهندسة عواطف الغنيم، ذكرت ان «الطرق ستعاني تطاير الصلبوخ الشتاء المقبل لوجود عجز 100 مليون في الميزانية ولا أموال لصيانة الطرق السريعة التي انتهى عمرها الافتراضي».

ووزارة الأشغال أعلنت إغلاق إشارة الرقعي للصيانة... فهل بالإمكان الإجابة عن السؤال التالي: أين أنتم خلال فترة الصيف؟ وأين التخطيط الفعال في جانب التوقيت لأعمال الصيانة وقت الذروة وجانب الميزانية؟

أين التخطيط الأفضل على مستوى العالم الذي ذكر النائب الجيران اننا في الكويت نتميز به.

وبما اننا مقبلون على دور الانعقاد المقبل٬ فهل يظن أحبتنا النواب ان الاستجوابات الثلاثة المزمع تقديمها ستقضي على قضية تطاير الصلبوخ وتصحح الأخطاء التي وقع فيها الوزراء المستجوبون، ناهيك عن تردي الخدمات التعليمية٬ الصحية٬ المرور... وحالة الاقتصاد؟

كثيرة هي الاستجوابات... وأكثر منها التساؤلات المعروضة من قبل العموم من نواب ومواطنين ولم تجد الإجابة الشافية؟

يتساءل البعض عن ودائع قدمتها الحكومة لدعم اقتصادات دول آخرى؟ وعن مستشفيات وجامعات وطرق تساهم في إنشائها الكويت بينما الحالة المالية تعاني من عجز قد يصل بنا إلى توقف صرف الرواتب في القادم من الأعوام إن استمر العجز... ألسنا أولى من غيرنا بخيرات البلد؟

حتى وزارة الصحة تعاني من عجز في ميزانية العلاج في الخارج وعجز في صرف مرتبات الممرضين البدون.

عندما نتحدث عن العجز، أشعر بأننا نبحث عن كنز مفقود في مغارة أطلق عليها «العجز المالي» بعد سنوات أنعم الله علينا فيها بفوائض مالية بالمليارات وأموال تصرف في الخارج و... الحالة المالية داخليا «خذ وخل»!

نذكر هنا إضاءة بسيطة... يقولون إن السجن المركزي الجديد من فئة 5 نجوم، وهو الأرقى في الشرق الأوسط، وهذا من باب التصوير يشعرنا بأننا نعيش في مناخ يعج بالفساد٬ الانفلات الأخلاقي٬ التيه الإداري والقيادي٬ والصرف المبرمج بأخطاء حسابية... هذا المناخ من الناحية المعنوية يصور الجميع فيه وكأننا نعيش في سجن 5 نجوم لا نستطيع الخروج منه للواقع الذي لربما نكتشف به النجوم السبعة التي أضاءت شوارع ومرافق وخدمات دول من حولنا حيث حسن الإدارة والقيادة والصرف المالي المبرمج «صح» وفوائض مالية تستغل في أوجه استثمارية وضعت الموارد البشرية على رأس أولوياتها.

لا تبحث في شعارات «العجز المالي»... إنها مغارة مظلمة لا تستطيع الكفاءات الاقتراب منها وهم رافعون شعلة تحاول إضاءة الطريق أمام الباحثين عن مستقبل مشرق.

هل فهمنا سبب المعاناة؟

وهل وضعت الأرقام في مواقعها الصحيحة؟

وهل لمسنا الإنجازات على أرض الواقع؟

إن وجدتم الإجابة فأعيدوا قراءة ما بدأنا به هذا المقال والانطباع الحقيقي يشير إلى غياب الرؤية الحقيقية والفكر الإستراتيجي الذي عنونا به المقال بـ «مغارة العجز المالي»... والله المستعان.

د. تركي العازمي- الراي الكويتية-