ما وقع فيه وزير الخدمة المدنية خالد العرج لم يكن خطأ أو اثنين.. بل كان «جملة» من الأخطاء، وكذلك نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري؛ لكنهما حتى الآن لم يعترفا بخطأ واحد..!
حين أصدر مجلس الوزراء قرارات خفض الرواتب بتعديل وإلغاء وإيقاف بعض العلاوات والبدلات والمكافآت والمزايا المالية، كان يعتمد على ما قدمه وزير الخدمة المدنية خالد العرج.. لكن معاليه حين خرج في حوار تلفزيوني «مسجل» لم يكن مقنعا للناس بكلامه، فترك الشرائح والرسوم البيانية التي أحضرها للإقناع، وحاول قلب الطاولة مستخدما أسلوب التخويف، لكن الطاولة انقلبت عليه بعدما قدم معلومات غير صحيحة، وكشف عن جهل في تفاصيل القرارات، فلم يستطع تعداد البدلات التي شملتها القرارات رغم أنه هو من قدم المقترح لمجلس الوزراء..!
يبدو أن نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري أصابه شيء من الحماس فوقع في شباك الإعلامي «داود الشريان» حين أقنعه قبل الحوار بأنه لا بد أن يظهره «ناجحا»، فأطلق العنان للسانه وكان ما كان من زلل لا يزال مصرا عليه..!
ندرك أن الانتقاد قاس على المُنتقَد، ولا بد أن يدرك «المُنتقَد» أن الإصرار على الخطأ والمكابرة عن الاعتذار أقسى..!
كبرياء «الإنسان» دائما تحرمه متعة التوبة، فتورده المهالك..!
بعض البشر يخطئ، ثم يرمي التهمة على أطراف أخرى، إما «التعبير» أو «سوء الفهم»؛ لكنه لا يعترف بأنه يخطئ كونه بشرا، رغم أنه يردد دائما: «كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون»، فهو لا ينفي إمكانية وقوع الخطأ منه، إلا أنه لا يمكن أن يقر به، فإذا شعر بأن الهزيمة اقتربت شكر مخالفيه ومحاوريه على رقيهم، لكنه لا يحاول أن يكون راقيا ويعترف ويعتذر، كما أنه لا يملك الشجاعة ليبقى متمسكا بموقفه علانية..!
التعبير لا يخون لوحده، لكننا كبشر نستخدم عبارة «خانني التعبير» في سبيل الهروب من الاعتراف بالذنب الذي يستلزم الاعتذار..!
(بين قوسين)
هل بقي أحد لم ينتقد وزير الخدمة المدنية خالد العرج، ونائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري..؟ نعم، بقي اثنان فقط هما «العرج والتويجري»..!
فواز عزيز -مكة السعودية-