وول ستريت جورنال- ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-
توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقليص ميزانية السعودية لعام 2016م بفعل انخفاض أسعار النفط، مشيرة إلى أن المملكة قد تضطر لتقليص الإنفاق والدعم المقدم للجمهور. وتحدثت عن أن المملكة أنفقت داخليا خلال العقد الماضي مئات المليارات من الدولارات لتعزيز اقتصادها وتوزيع الدعم الذي وفر الطاقة والغذاء بسعر منخفض لـ30 مليون شخص، في ظل تمتعها لسنوات بأسعار نفط مرتفعة، إلا أن انخفاض أسعار النفط مؤخرا لأكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي دفع الحكومة للسحب من الاحتياطي النقدي الأجنبي وإعادة تقييم خطط الإنفاق والبحث عن سبل لتنويع مصادر الدخل الحكومي.
ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين خلال انتظاره لتزويد سيارته الرياضية بالوقود في إحدى محطات الوقود شمالي الرياض الأسبوع الجاري أنه قلق بشأن إمكانية ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن هناك حديث كثير لكنه عبر عن اعتقاده بأن الحكومة وضعت ذلك في الحسبان، متوقعا أن تكون الزيادة في الأسعار صغيرة.
وذكرت الصحيفة أن السعودية ترى أن هناك حاجة لخفض الإنتاج من أجل رفع أسعار النفط لكنها مترددة حتى الآن من فعل ذلك وحدها، ويتحدث المسؤولون عن أن الحفاظ على حصة المملكة في سوق النفط العالمي أكثر أهمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميزانية 2016م من المتوقع أن يكشف عنها خلال الأيام القادمة وستكون الفرصة الكبرى الأولى للحكومة لتحديد إستراتيجيتها بشكل علني للتعامل مع فترة ممتدة من انخفاض أسعار النفط وتهدئة المخاوف لدى العامة والمستثمرين في أكبر اقتصاد بالشرق الأوسط.
وتحدثت عن أنه لم يتضح ما إذا كانت التغييرات الطموحة والحساسة مثل الخصخصة وخفض دعم الطاقة سيكون مشمولا في الميزانية الجديدة، لكن حتى إذا تم خفض دعم الطاقة فمن غير المرجح أن يستهدف ذلك المستهلكين في الحال، الذين اعتادوا على استهلاك أرخص أسعار للوقود في العالم، محذرة من أن أي تخفيض في الدعم من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل شديد من قبل العامة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء توقعهم بأن تقليص الدعم سيبدأ بشكل تدريجي وسيستهدف غير المستهلكين أولا، ولن يحدث تغيير جذري ، فالتغيير سيكون تدريجيا بخريطة طريق واضحة وربما لا تكون جزءا من الميزانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميزانية 2016م ستكون الأولى في عهد الملك سلمان والتي أعدت تحت رئاسة نجله ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ونقلت الصحيفة تخوف البعض من ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في السيارات لدرجة دفعتهم للحديث عن تقليص رحلاتهم إذا رفعت الأسعار بعدما كانوا يدفعون 50 ريال فقط شهريا للتزود بالوقود، إلا أن آخرين رحبوا بزيادة أسعار الوقود من أجل تخفيف الزحام المروري.