جاسم خالد السعدون- مركز الخليج لسياسات التنمية-
يحتاج التعامل مع أإي موضوع إلى استعارة من علم المنطق، وسوق العمل ليس استثناء، وعلم المنطق يطرح السؤال التالي... هل وضع سوق العمل الحالي قابل للإستدامة؟. إذا كانت الإجابة (نعم) فليس هناك أفضل من الوضع الحالي، 76% من المواطنين في سوق العمل موظفي حكومة، ضمنهم هناك توازن يوحي بالتقدم الحضاري حيث 45% منهم مواطنات، وهي مشاركة مماثلة للدول الأكثر تقدماً، وساعات العمل محدودة جداً وأجرها مرتفع، كما تدفع الحكومة معظم أقساط التقاعد. ما عداهم أي العاملون في القطاع الخاص أو العاطلين عن العمل يشملهم دعم حكومي كريم، ذلك يعني أن العاملين في الحكومة وخارجها وغير العاملين تتولى الموازنة العامة تمويلهم وتأمين تقاعدهم بما يشتري الرضا العام. أما إذا كانت الإجابة (لا) أي أن وضع غير قابل للاستدامة، فلا بد من استثمار أفضل لعنصر الوقت في تخفيف سرعة الاصطدام بالحائط، والحصيف، هو من يسعى مبكراً وحثيثاً لتغيير الاتجاه، أو سلوك طريق آمن. وللأسف، الإجابة (لا) كبيرة، وسياسات الواقع تزيد الضغط على دواسة الوقود بما يزيد من احتمالات قوة الاصطدام بحائط تزداد سماكته بمرور الوقت.