الخليج اونلاين-
تحقيقاً لجوهر رؤية دولة قطر الوطنية لعام 2030، يُتوقع إنجاز الدوحة مشاريع استراتيجية لثلاث شبكات نقل عملاقة هي مترو الدوحة، وترام لوسيل، وقطار المسافات الطويلة، بحلول ذلك العام، لتتصل بذلك دولة قطر بشبكة قطار دول مجلس التعاون الخليجي.
وسيُحدث مترو الدوحة ثورة نوعية في نطاق خدمات النقل المقدمة للأفراد داخل الدوحة وخارجها، حيث سيصبح من السهل الوصول إلى معظم المواقع الحيوية داخل العاصمة، بعد إطلاق خطوط المترو دون متاعب حركة المرور.
وبينما يتم بناء معظم خطوط مترو الدوحة تحت الأرض، يشكل حفر الأنفاق مرحلة رئيسية في أعمال البناء، وذلك من خلال الاستعانة بآلات حفر الأنفاق العملاقة التي لا تترك تأثيراً يذكر على الحياة اليومية وحركة الأفراد في المدينة.
وسيتم بناء شبكة المترو على مرحلتين؛ تتضمن الأولى بناء ثلاثة خطوط من أصل أربعة وهي (الأحمر والذهبي والأخضر) و37 محطة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذه الخطوط الثلاثة في أواخر عام 2019.
أما المرحلة الثانية فسيتم الانتهاء منها بحلول عام 2026، وستشمل توسيع خطوط المرحلة الأولى، وبناء خط إضافي (الخط الأزرق)، كما سيتم بناء 72 محطة أخرى.
ومع ما تؤديه محطات المترو من دور عملي وثقافي في أي نظام للسكك الحديدية، فسوف تعكس محطات مترو الدوحة الإرث الثقافي للدولة من خلال تصميم "الفضاء المقوس" المستوحى من خيام البدو التقليدية، كما ستكون المحطة الكبرى في مشيرب في قلب شبكة المترو، وستشكل نقطة الالتقاء بين الخطوط الثلاثة الأحمر والأخضر والذهبي.
وستمتاز شبكة السكك الحديدية المتكاملة بموثوقيتها وراحتها وتكلفة استخدامها اليسيرة، لتساهم في تغيير حياة السكان وتدعم النموّ الاقتصادي الذي تشهده البلاد.
وبإنجاز المرحلة الأولى من مترو الدوحة ونظام النقل الخفيف في مدينة لوسيل، يتوقع لشبكة سكك الحديد في قطر أن تسيّر 600.000 رحلة ركاب يومياً بحلول عام 2021. وفي ذلك الحين أيضاً، يُتوقع إتمام إنجاز 37 محطة تستغرق الرحلة بين المتجاورة منها قرابة دقيقتين.
وأكّدت شركة سكك الحديد القطرية أن العمل جارٍ على قدم وساق، مع وصول نسبة الإنجاز في أعمال حفر الأنفاق في مترو الدوحة إلى أكثر من 85%، ووصول حجم الإنجاز الكلي من المشروع إلى ما نسبته 37% من جهة أخرى.
وأعلنت الشركة قبل أيام أن الانتهاء من جميع المشاريع سيكون في عام 2030، وسوف تعمل الشبكات الثلاث (المترو والترام وقطار المسافات الطويلة) كنظام واحد متكامل، يتيح للركاب التنقل فيما بينها بسهولة، وسوف ترتقي شبكة السكك الحديدية المتكاملة بالنقل العام المستدام.
وستساهم هذه الشبكات في تقديم المنافع التالية للبلاد: تقليل الازدحام المروري مع تحول مستخدمي السيارات الخاصة إلى مترو الدوحة، تعزيز سلامة الطرقات، تقليل الانبعاثات الكربونية، تعزيز نوعية الحياة، ويُعتبر مشروع السكك الحديدية القطري واحداً من أضخم مشاريع السكك الحديدية المتكاملة في العالم.
وحول جدوى التأثيرات البيئية لمشروع الريل، لفت المهندس سعد المهندي، الرئيس التنفيذي لشركة سكك الحديد القطرية (الرّيل)، إلى أن المشروع سيسهم في التخلص سنوياً من نحو 255 طناً من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، متوقعاً أن يخفض المشروع ما مقداره 170 ألف سيارة في ساعات الذروة حال بدء عمل وتشغيل أعمال المترو.
وتم إطلاق رؤية قطر الوطنية 2030 لتكون خريطة طريق واضحة لمستقبل البلاد، والتي تهدف إلى إطلاقها إلى الأمام من خلال الموازنة بين الإنجازات التي تحقق النمو الاقتصادي وبين مواردها البشرية والطبيعية والإنسانية.
وتشكّل هذه الرؤية منارة توجّه تطور البلاد الاقتصادي والاجتماعي والبشري والبيئي في العقود المقبلة، بحيث يكون شمولياً ويستفيد منه مواطنو قطر والمقيمون فيها، في مختلف جوانب حياتهم، بحسب الأهداف المعلنة للخطة.