الديون على الشركات أصبح الهمّ الأول الذي يلازم مسؤوليها.. فقد انخفضت مبيعاتها وإيراداتها.. ولم تعد قادرة على الوفاء بالالتزام لمورديها ولموظفيها وما يترتب عليها من تأميناتٍ اجتماعية ورسوم جمركية.. وحقوق الآخرين وخلافه..
وتقف الأفكار المبدعة والعلم والخبرة مذهولة في كيفية الحلول.. والبحث بكل الطرق للخروج من الأزمة أو التخفيف منها..
وكلما مرت الأيام.. يزداد العبء الذي يحمله قائد الشركة ورؤساء الأقسام والمسؤولون عن المبيعات وقسم التسويق والإعلان.. وتحتد المناقشة بين المديرين الماليين وبين الأقسام المختلفة..
ويبدأ إلقاء القصور على كل قسم.. فذاك يرمي الأسباب على هذا.. والآخر على هذا.. ولا حل عندهم غير ما هو معروف ومدروس ومجرب..
أول الحلول.. تخفيض المخزون ببيعه بأقل من تكلفته وبخسارة مرهقة.. وقد يوفق في البيع وبالخسارة لتسديد بعض الالتزامات القصيرة الأجل..
وستضطر الشركة بعد ذلك.. في حالة عدم القدرة على التسديد بشكل مطلوب ينقذها.. أن تعرض أصولها للبيع.. وقد توفق في البيع وبخسارة كبيرة.. وقد لا توفق..
وستحاول الشركة أن تجدول الديون مع البنوك.. وتحتاج إلى سيولة.. وتتقدم للحصول على تسهيلات جديدة.. وقد لا تُوفَّق في الحصول عليها..
وبعد ذلك.. تلجأ إلى طلب زيادة رأس المال من المساهمين.. وغالبًا لا توفق.. عندئذٍ تؤخر رواتب العاملين فيها.. ويتخلى عنها محاميها..
وآخر ما يمكنها أن تصل إليه بعد أن طرقت كل الأبواب.. أن تعلن عن إفلاسها..
ما ذكرته آنفًا.. ربما طُبّق على شركات لم نسمع عنها.. وأخرى سوف يكون مصيرها ما ذكرت..
لذا فإن هذه التجربة لا بد أن نأخذها في الحسبان.. لا تحمل شركتك وقت الرخاء أعباءً لا تستطيع أن توفيها وقت الشدة..
القادة الحكماء للشركات يجنون ثمارها بالنظرة والتوجُّه.. ومتحررون من أعباء الديون والفوائد والالتزامات المالية..
الديون همٌّ بالليل وذل بالنهار.. حساب يبدأ من العقل.. ولا ينتهي وفيه شيء من العقل..
أحمد حسن فتيحي - المدينة السعودية-