الخليج أونلاين-
أثار حديث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حول "تغيّر" طعم مياه زمزم، اهتمام وسائل الإعلام؛ لما له من قدسية وأهمية بالغة لزوار الحرم المكي الشريف، إذ يحرص المسلمون في كل بقاع العالم على الحصول على كميات منه.
ومؤخراً كشف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد الرحمن السديس، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الملك سلمان بن عبد العزيز، للاطمئنان على سلامة ونقاء ماء زمزم.
وبحسب صحيفة "عكاظ" المحلية، أكد السديس أن الملك سلمان قال له: "كأني ألاحظ تغيراً في طعم ماء زمزم، هل تضيفون إليه شيئاً؟".
وأضاف أن "العاهل السعودي شدد على ضرورة الحفاظ على جودة ماء زمزم، والعمل على راحة المعتمرين وزوار بيت الله الحرام".
ولفت السديس إلى أنه "يجري العمل على مشروع تطويري كبير لسقيا زمزم، بحيث يكون ماء زمزم في متناول الجميع بسعر رمزي، وسيتم طرح عبوات متنوعة للقضاء على السوق السوداء والغش في ماء زمزم".
بعد اتصال العاهل السعودي، الذي كشف عنه السديس، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة بإدارة سقيا زمزم، تجري العديد من الاختبارات المعملية للتأكد من سلامة ماء زمزم، خاصة في شهر رمضان.
وقال مدير إدارة سقيا زمزم، المهندس أسامة الحجيلي، الجمعة (18 مايو 2018)، إنه في خلال شهر رمضان يتم تكثيف أخذ العينات من جميع المشربيات والخزانات ونقاط التعبئة الدائمة بالمسجد الحرام، وذلك بمعدل 100 عينة يومياً.
وأوضح أن تلك الاختبارات تتم للتأكد من سلامة ماء زمزم وخلوه من الميكروبات والملوثات، وأيضاً لضمان سلامة وصول الماء المبارك إلى الزوار والمعتمرين سائغاً صافياً، بالإضافة إلى إجراء الصيانة اللازمة لها من قبل قسم الصيانة الخاص بإدارة سقيا زمزم.
حديث الملك سلمان حول طعم مياه زمزم جاء بعد أقل من شهرين على افتتاح المشروع التأهيلي لبئر زمزم، الذي افتتح في 28 مارس الماضي، بعد أشهر من العمل والحفريات بمواقع واسعة من صحن المطاف.
حول ذلك كان الشيخ عبد الرحمن السديس أكد أن مشروع تأهيل بئر ماء زمزم جاء تنفيذاً لتوجيهات القيادة في المملكة، وعلى رأسها الملك سلمان، بحسب ما ذكرت صحيفة الرياض المحلية.
وبين الشيخ السديس أن المشروع انطلقت أعماله في شهر أكتوبر الماضي بمساحة تقدر بأكثر من 3 آلاف متر مربع، شارك فيه قرابة 40 من أفضل المعدات الحديثة، وقرابة 1000 عامل من المهندسين والفنيين والمتخصصين.
وأضاف أن المشروع تكون من ثلاث مراحل، وبلغت مساحة الرخام المزال من المشروع في صحن المطاف قرابة 2000 متر مربع.
وتألف مشروع بئر زمزم من قسمين: الأول شمل استكمال إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم، وعددها خمس عبارات من جهة المطاف الشرقي، ويصل عرض العبارات الإجمالي إلى 8 أمتار وبطول 120 متراً.
والقسم الثاني يعنى باستكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم ومعالجة البيئة الخاصة بالمناطق المحيطة ببئر زمزم من بواقي الخرسانات والحديد الخاص بقبو المسجد الحرام القديم؛ للتقليل من نسبة المواد الضارة بمصادر مياه زمزم قدر الإمكان، ووضع نوعية خاصة من البحص المعقم، وهو ذو نفاذية عالية للمياه حيث يسمح بتدفق مصادر مياه زمزم للبئر بشكل أفضل وأعلى، وهو ما قد يكون ساهم في تغيير طعم الماء.
بمثل هذه المشاريع الكبيرة تحاول السعودية كسب ثقة زوارها من مؤدي الشعائر الإسلامية، خاصة أن شكاوى تُسمع باستمرار من قبل بعض الحجاج والمعتمرين تفيد بوجود طعم غريب في مياه زمزم! وهو ما أكده معتمرون لـ"الخليج أونلاين" في وقت سابق.
التحديات التي تواجه المسؤولين في السعودية لكسب ثقة المسلمين من كل أنحاء العالم تبدو صعبة.
إذ لا يتوقف تقديم مياه زمزم بدرجة نقاوة عالية غير مخلوطة برواسب الأعمال الإصلاحية ومواد البناء التي دخلت في مشاريع سابقة لتطوير الحرم المكي، على المياه القادمة من بئر زمزم فقط، بل على السلطات ملاحقة متاجرين بالمياه المغشوشة، وهو أمر على ما يبدو أكثر صعوبة أمام وجود العديد من وسائل وأساليب الغش الاحترافية.
وتشير الأخبار التي تعلنها السلطات السعودية إلى تعرض زوار المملكة بغرض الحج أو العمرة، للغش في عبوات مياه زمزم.
ففي خلال حملات أمنية تمكنت السلطات السعودية من الإطاحة بعصابات تتاجر بمياه مغشوشة تباع على زوار المملكة بحجة أنها مياه زمزم.
ولم تستطع الجهات الأمنية في السعودية إنهاء انتشار المياه المغشوشة، التي توفر ربحاً للمتاجرين بها، لا سيما أن كثيرين لا يستطيعون التمييز بين طعم مياه زمزم والأخرى المغشوشة.
ونظراً لانتشار مياه زمزم مغشوشة، تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نصائح بعضها مقاطع فيديو، تبين كيفية التفريق بين مياه زمزم الحقيقية والمغشوشة.