صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية-
كشفت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية عن موقع لمصنع صواريخ باليستية في الصحراء غربي العاصمة السعودية الرياض، استناداً إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية، وهو ما يعني مخالفتها قواعد واشنطن بهذا الشأن.
ونقلت الصحيفة عن روبين أوكالاغان، الخبير الأمريكي في الشؤون العربية، قوله إن الصور الملتقطة تُظهر بشكل واضح، مواقع لمنشآت عسكرية لتطوير الصواريخ.
وبيّن أوكالاغان أن "كبار عملاء الأسلحة في أمريكا عبروا عن اعتقادهم أن السعودية ليست على استعداد -على ما يبدو- للخضوع لقواعد واشنطن"، مشيراً في حديث لقناة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن هناك سباق تسلح في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب محللين في معهد "ميدلبوري" للدراسات الدولية بكاليفورنيا، فإن الصور الملتقطة لقاعدة عسكرية على بعد 145 كم غربي الرياض، تُظهر ما يشبه الهياكل القادرة على حمل صواريخ باليستية، والتي لها القدرة على حمل رؤوس نووية يمكن أن تصل إلى أهداف على بُعد آلاف الأميال.
وذكرت الصحيفة أن القرار الذي اتخذته الرياض والقاضي بالابتعاد عن الطريق الذي سارت فيه إلى جانب الأمريكيين، يُظهر شهيتها لزيادة استقلالها العسكري، وإذا اعترفت السعودية بأنها تجري الاختبار فعلاً، فإنها ستكون المرة الأولى التي تتجاهل فيها موافقة واشنطن عندما يتعلق الأمر ببرنامج المملكة الصاروخي.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الرياض اشترت في عام 1988 صواريخ باليستية من طراز D3-F من دون موافقة الولايات المتحدة، حيث يؤكد مسؤول سابق في "البنتاغون" أن قوات الصواريخ الباليسيتة (قوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية) التي تشرف على استخدام البلاد الصواريخ، تعمل بالمدخلات الصينية.
ونقلت عن المسؤول ذاته قوله، إنه لن يفاجَأ في حال كانت هناك بعض المساعدات الباكستانية أيضاً؛ نظراً إلى العلاقات الباكستانية الوثيقة مع كل من الصين والسعودية.
وفي العام الماضي، تعهد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بأن السعودية لن تتردد في تطوير أسلحة نووية إذا فعلت طهران ذلك.
ورداً على سؤال يتعلق بكون واشنطن تقلل من قدرات حلفائها السعوديين، قال الخبير أوكالاغان إن تاريخ أمريكا في الشرق الأوسط يركز على الاستخفاف بما ترغب الدول الإقليمية في القيام به.
والأسبوع الماضي، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن بلاده كانت على الطرف المتلقي للهجمات بالصواريخ الباليستية من المتمردين الحوثيين في اليمن الذي مزقته الحرب، لكنه رغم ذلك لم يؤكد إجراء بلاده تجارب للنوع نفسه من الأسلحة.
ورداً على سؤال لـ"سي إن بي سي" متعلق بصور القاعدة العسكرية، قال خالد الفالح: "أنا حقاً لا أملك أية معلومات عن هذا الموضوع، لذا لا يمكنني التأكيد أو الإنكار".
بدوره، قال بروس ريدل، الخبير في الشؤون الخليجية والذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية، إن التوقيت يوحي بأن بن سلمان ووالده شرعا في بناء المرفق بوقت مبكر جداً بعد أن تولى الأخير وزارة الدفاع، "وهو ما يؤكد الرغبة في تجاهل مصالح واشنطن وسياساتها".