سلمى حداد - الخليج أونلاين-

تواصل دول الخليج العربي منذ سنوات، خطواتها المتسارعة نحو التحول الرقمي بجميع المجالات والانتقال لعالم المدن الذكية، ما يمنحها وسام الرقمنة لتتحول إلى وجهة عالمية للعيش السهل والرفاهية العالية.

وإضافة إلى توجه الحكومات الخليجية بشكل كبير لتقديم خدماتها إلكترونياً؛ توسعت في السنوات الأخيرة الخدمات الرقمية بالقطاع الخاص، وظهرت المئات من التطبيقات التي تحول حياة السكان لنقرات متعددة على شاشة الهاتف لتحقيق رغباتهم وجلب احتياجاتهم.

يقول الباحث الاقتصادي عاصم أحمد، إن "دول الخليج تدرك أهمية التحول الرقمي واستغلال التكنولوجيا لتحقيق الرفاهية وتسهيل حياة مواطنيها وسكانها، بما يسهم في العودة عليها بفوائد اقتصادية واجتماعية مهمة جداً".

ويضيف أحمد في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن "دول الخليج وضعت خلال السنوات القليلة الماضية، خططاً استراتيجية للتحول الرقمي وتحقيق الرفاهية عبر التكنولوجيا، ونجحت إلى حد كبير- خاصةً الإمارات وقطر والسعودية- في تحقيق جزء مهم من أهدافها".

ويشير إلى أن هذا النجاح ينعكس على استقطاب هذه الدول الخليجية للاستثمارات الأجنبية بشكل غير مسبوق وتحقيقها مراكز متقدمة في مؤشرات الرفاهية والمدن المفضلة للسكن على مستوى العالم، خاصة دبي الإماراتية.

ويوضح أن الرفاهية التكنولوجية ستعود على اقتصاد دول الخليج بالكثير، خاصةً أن هذه البلدان تسعى بقوة إلى تحقيق التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على إيرادات النفط.

ويبين أن تطبيقات الخدمات تسهم في زيادة إيرادات وأرباح الشركات العاملة بدول الخليج، فهي تعمل على زيادة استهلاك السكان للخدمات والاحتياجات التي تقدمها هذه التطبيقات، وهو ما يدعم الاقتصاد المحلي.

"الخليج أونلاين" يستعرض أبرز التطبيقات التي منحت سكان دول الخليج مزيداً من الرفاهية، وعززت جاذبيتها للسياحة والإقامة فيها.

السعودية

أصبح تطوير التطبيقات السعودية بهدف خدمة سكان المملكة في جميع مناحي الحياة من أهم أولوياتها في إطار رؤية 2030.

وضمن الرؤية خصصت المملكة 500 مليار دولار للاستثمار في 285 بلدية لبناء المدن الذكية، كما بدأت بالفعل جهوداً لتحويل المدن الخمس الأولى، وضمنها مكة المكرمة والرياض وجدة والمدينة المنورة والأحساء، إلى مدن ذكية.

وعلى صعيد التطبيقات الخدمية، فهناك كثير من التطبيقات في المملكة والتي صممت لتزويد العملاء بخدمات عالية الجودة تسهّل على المقيمين حياتهم.

ومن أبرز هذه التطبيقات "نمشي" الذي يعد الوجهة الإلكترونية الأولى لتسوّق الأزياء في السعودية، حيث يضم أزياء من عشرات المتاجر والماركات العالمية.

ومن ضمن التطبيقات "بقالة وادي" الذي يقدم تجربة تسوق فريدة من نوعها جعلته يتفوّق على المنافسة الشرسة في مجال البقالة الإلكترونية، حيث يضم أكثر من 20 ألف منتج، تتنوع بين المنتجات الطازجة والألبان ومنتجات العناية الشخصية والمستلزمات المنزلية والأدوات المطبخية وغيرها.

أما تطبيق "وصلني تاكسي" فاستطاع منافسة العديد من التطبيقات العالمية الشبيهة له في شوارع السعودية، حيث يعمل على توفير وسيلة تنقّل سريعة ومناسبة وذات كفاءة عالية للمقيمين داخل المملكة.

وتطبيق "سوق" في السعودية من أشهر تطبيقات التسوق الإلكتروني وهو تابع لمجموعة أمازون، ويحتوي على أكثر من 500 ألف منتج من مختلف الفئات.

قطر

انتشرت التكنولوجيا سريعاً بقطر في السنوات الماضية، وأصبح كل شيء يتم عبر الإنترنت بواسطة التطبيقات ذات الأغراض المختلفة التي جعلت الحياة أسهل.

وتبوأت قطر مراكز متقدمة دولياً وإقليمياً لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن مجموعة البنك الدولي للعام 2023.

وحصلت قطر على تصنيف A في مجموعة الدول المتقدمة في نضج الحكومة الرقمية، بمستوى نضج بلغت نسبته 87.4%.

ويقسم البنك الدولي أداء دول العالم في التحول الرقمي وفق أربع مجموعات، هي: A, B, C, D، حيث تضم المجموعة (A) الدول التي بلغت درجة "مرتفعة للغاية" في نضج التقنيات الحكومية وتبني التحول الرقمي.

وعلى صعيد أبرز التطبيقات الخدمية في قطر، فيتصدرها  "طلبات" ويستخدم لتوصيل الطعام وكافة مستلزمات المنزل من البقالة والسوبرماركت، وبعده تطبيق "مطراش" ويتيح إمكانية الوصول إلى الخدمات الحكومية كافةً المتوافرة إلكترونياً مباشرة من الهاتف، والاستعلام عن الوثائق الرسمية.

تطبيق "تاكسي كروة" من أشهر التطبيقات في قطر أيضاً وهو البديل المحلي لخدمة طلب سيارات الأجرة الرائدة "أوبر"، كما يعد "إعلانات قطر" من أهم تطبيقات الخدمات ويوفر منصة للمستخدمين لشراء وبيع المنتجات داخل الدولة، سواء السيارات والممتلكات والهواتف وحتى الوظائف.

كما يبرز تطبيق "سنونو" المحلي الرائد في قطر، حيث يُمكن المستخدمين من طلب أي شيء، وضمن ذلك الطعام والبقالة والإلكترونيات والملابس وغيرها الكثير، قبل أن يتوسع ليصبح منصة للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت.

الكويت

بدوره شهد السوق الكويتي منذ العام 2016، طفرة في تطبيقات الخدمات ضمن استراتيجية الدولة لدعم التحول الرقمي.

وقال وزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الكويتي (السابق) مازن الناهض، أمام منتدى الحكومة الإلكترونية التاسع الذي نظم بالقاهرة في أكتوبر الماضي، إن خطة التنمية التي تتبناها الكويت وجهود التحول الإلكتروني التي تقوم بها تمثلان مساري نمو مترابطين إذ "لا توجد تنمية مستدامة من دون التحول الرقمي الذكي".

وأضاف الناهض، أن التحول الرقمي ومنظومة الحكومة الإلكترونية يوفران على الدولة كثيراً من الوقت والجهد والمال.

ويعد سوق التطبيقات الخدمية في الكويت ثرياً بمحتواه، ومن أبرزها "رحلات" الذي يتيح للمستخدمين حجز تذاكر الطيران والفنادق بأسعار تنافسية وسهولة في الاستخدام، و"عافية العربية" الذي يتيح للمرضى البحث عن أطباء مهرة وحجز موعد لديهم، كما أنه يوفر منصة لحفظ السجلات الطبية للمرضى.

ومن أهم التطبيقات بالكويت أيضاً، "أجار أونلاين" وهو وسيلة سهلة لربط المستأجرين بأصحاب العقارات ويعمل على تذكير المستأجر بداية كل شهر بدفع الإيجار وإرسال إيصال إلكتروني لصاحب العقار فور التسديد.

سلطنة عُمان

رغم بطء التحول الرقمي الحكومي في عُمان مقارنة مع دول خليجية أخرى مثل السعودية والإمارات وقطر، فإن تطبيقات الخدمات تنتشر بشكل واسع أيضاً في السلطنة، ما يعكس جهوداً مهمة نحو تطبيق استراتيجية التحول الرقمي وتسهيل حياة المواطنين والمقيمين في الدولة الخليجية.

ومن أبرز هذه التطبيقات "الصحة" وهو يوفر للمواطنين والمقيمين الخدمات الصحية الإلكترونية المطروحة في البوابة الصحية، والبيانات المتعلقة بالأمراض المعدية، ويساعد في العثور على الأطباء بسهولة والحصول على الاستشارات المناسبة عبر الإنترنت.

أما تطبيق "الصحة والرياضة" فهو منصة تضم جميع الخدمات الصحية الحكومية والخاصة والرعاية المنزلية في أنحاء السلطنة، وتطبيق "دار العطاء" يتبع لمنظمة خيرية ويقدم الخدمات لأي شخص فقير في السلطنة.

ولرجال الأعمال، هناك تطبيق "الخدمات الاجتماعية" وهو يعمل على إجراء المتابعات الإدارية وضبط جدول الأعمال، كما يتوافر في السلطنة "ماركيت إكس" وهو يسهل عملية التسوق لشراء الاحتياجات المنزلية بدقائق.

البحرين

فيما ترتكز استراتيجية البحرين للتحول الرقمي، ضمن رؤيتها الاقتصادية 2030، على رفع كفاءة وفاعلية القطاع الحكومي وتحسين الإجراءات والعمليات الحكومية بما يسهم في تبسيط الإجراءات والعمليات الحكومية.

وتم إشراك القطاع الخاص الذي يعتبر محركاً أساسياً لدفع الاقتصاد وعجلة التنمية، من أجل توفير الخدمات الإلكترونية وتطوير البرمجيات وخدمات الدفع الإلكتروني.

ومن أبرز التطبيقات المنتشرة في البحرين "azhalh" وهو من أهم منصات توصيل الطعام وصيانة وإصلاح السيارات أيضاً، كما يبرز تطبيق "كريم" لخدمات التوصيل والتاكسي، إذ يعتبر من بين أكثر التطبيقات المستخدمة في البحرين.

ويعتبر تطبيق "jenny" من التطبيقات التي تعمل على تقديم أفضل خدمات التوصيل في البحرين، وكذلك له دور مميز في توفير خدمة حجز سفر أو إنجاز المشاوير، كما توسع بالفترة الأخيرة استخدام تطبيق "زاد" وهو منصة إلكترونية تعمل على توفير الطلبات من المتاجر أو المطاعم، والحصول على الأدوات المنزلية، أو الأدوية.

الإمارات

أما الإمارات فتحتل المرتبة الثانية عالمياً في المشتريات الحكومية للتكنولوجيات المتقدمة، والرابعة عالمياً في تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحصول على الخدمات الأساسية، وفي استخدامها من الأعمال إلى المعاملات التجارية وفي القوانين، وفق مؤشر الجاهزية الشبكية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية للعام 2022.

كما تحتل أيضاً المركز السادس عالمياً في استخدام الشبكات الاجتماعية الافتراضية، والمركز السابع عالمياً في تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نماذج الأعمال التجارية وفي مستوى الشركة.

وتتوافر عدة تطبيقات في الإمارات يمكن من خلالها التخطيط للسفر، وحجز الفنادق، وإجراء المعاملات الرسمية، والاطلاع على العروض والخصومات الخاصة بمراكز التسوق، والعديد من الأمور الأخرى بكل سهولة.

وتشمل هذه التطبيقات "تايم آوت دبي" وهو يقوم بعرض أجندة وفعاليات إمارة دبي، وآخر عروض وأنشطة المطاعم والمقاهي والفنادق، إضافة إلى أفضل الخصومات المدرجة في قائمة عطلات نهاية الأسبوع.

كما يشتهر في الإمارات "فوكس سينما"، ويتبع هذا التطبيق لسلسلة صالات السينما "فوكس"، ويمكنك من خلاله الاطلاع على جميع الأفلام الحديثة والموجودة في صالات المولات والمراكز التجارية وأوقات عرضها.

تطبيق "بيوت.كوم" في الإمارات مختص بعرض الآلاف من العقارات للإيجار أو للبيع من شقق وفلل ومكاتب موجودة أو ما زالت على المخطط أو قيد الإنشاء، كما يتاح في الدولة الخليجية تطبيق "بيم" وهو يوفر لمستخدميه إجراء عمليات الدفع في المتاجر عبر الهاتف الذكي باستخدام التطبيق.