قضاء » احكام

نيويورك تايمز: دوافع محاكمة سلمان العودة سياسية

في 2018/09/05

صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية- ترجمة منال حميد -

قالت صحيفة "نيويورك تايمز " الأمريكية إن محاكمة الداعية السعودي المعتقل سلمان العودة من قبل السلطات السعودية ومطالبة الادعاء العام بإعدامه، هي محاكمة ذات "دوافع سياسية".

وتابعت الصحيفة أن محاكمة العودة تأتي بعد حملة القمع التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، التي شهدت اعتقال عشرات من رجال الدين البارزين والأمراء ورجال الأعمال.

جماعات حقوق الإنسان قالت إن العديد من الإعتقالات ومنها اعتقال العودة، كانت لها دوافع سياسية أكثر من كونها ذات علاقة بأنشطة تعتبر جرائم في السعودية، أو أماكن أخرى في العالم.

يقول آدم كوغل، من منظمة "هيومن رايتس ووتش": "إن نظرت إلى هذه الإتهامات فمن الواضح أنها ذات دوافع سياسية، من النادر أن يطالب الادعاء العام السعودي بعقوبة الإعدام في مثل هذه الحالات، لا أعرف كيف يمكن أن نفسر ذلك، ولكنه رسالة واضحة ضد المعارضين والناشطين السعوديين".

وتضيف الصحيفة الأمريكية أن العودة والبالغ من العمر 62 عاماً، هو شخصية بارزة في مجال الدعوة الإسلامية منذ عقود، وعرف عنه أنه غير مقرب من الحكومة، على عكس رجال الدين في السعودية الذين هم عبارة عن أبواق للسلطة هناك.

وفي تسعينات القرن الماضي، كان العودة أحد الدعاة الذين قادوا ما عُرف بالصحوة الإسلامية، التي أرتبطت بالأخوان المسلمين، وأنتقدت الحكومة السعودية لأسباب دينية، بما في ذلك السماح للقوات الأمريكية بدخول السعودية خلال حرب الخليج 1991.

نشاطه ذاك، أدى به إلى السجن لمدة خمس سنوات، وبعد خروجه من السجن تغيرت الكثير من طروحاته، ولكن بعد إندلاع ثورات الربيع العربي عام 2011، دعا العود إلى ضرورة إجراء انتخابات وفصل السلطات، وهي أفكار تخافها السلطات في السعودية كونها تهدد سيطرتها.

وفي الآونة الأخيرة، تجنب العودة الخوض في السياسة علناً، وأكتفى بالتغريد الدعوي على حسابه على موقع تويتر والذي يتابعه نحو 14 مليون شخص.

منتقدوا العودة من موالي السلطات في السعودية، يرون فيه بأنه ذئب يرتدي ملابس الغنم ويتهمونه بالدعوة للثورة.

السعودية، وهي مُلكية مطلقة، كثيراً ما كانت ترى في الإسلام السياسي الذي روج له الأخوان المسلمين، خطراً عليها، وتهديداً لإستقرارها وللسلطة المطلقة للعائلة الحاكمة.

وكانت السعودية قد بدأت الثلاثاء محاكمة العودة الذي مثل أمام المحكمة الجنائية في الرياض، وهي التي غالباً ما تنظر في قضايا الأمن القومي والإرهاب، وتم توجيه 37 تهمة، بما في ذلك إثارة الرأي العام، والمضايقة للحاكم ودعم نشاطات جماعة الأخوان المسلمين.

وبحسب ابنه عبد الله، الذي يقيم خارج السعودية، فإنه سُمح له بمحام للدفاع عنه، وحضر ثلاثة من أبنائه للمحاكمة.

وتابع عبد الله في اتصال هاتفي مع نيويوك تايمز" الحكومة لديها مشكلة منذ فترة طويلة مع والده وخاصة في ظل التغييرات السياسية التي تشهدها المملكة، الدي توقف منذ فترة عن أي نشاط، ولكن يبدو أنهم الآن ينتقمون من كل مشاركاته ونشاطاته وصراحته".

وأضاف عبد الله العودة: "محاكمة والدي هي رسالة للسعوديين كي تبقى انتقاداتهم هادئة، كل شخص سوف ينتقد السلطات سوف يتم اسكاته".