صحيفة الغارديان-
قال المحرر الدبلوماسي لصحيفة “الغارديان” باتريك وينتور إن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف يواجه مخاطر بعد الطلب من “يوتيوب” حذف فيديو يزعم أن ولي العهد السابق تآمر من أجل الإطاحة بالنظام السعودي. وقالت الصحيفة إن محمد بن نايف المعتقل حاليا كان ضحية حملة منسقة ومستمرة من داخل السعودية على منصات التواصل الاجتماعي مما يعرض حياته الشخصية للخطر.
وكتب محامون يمثلونه إلى منصة التواصل الاجتماعي يوتيوب يطلبون منها حذف فيديو يزعم أن محمد بن نايف كان يتآمر للإطاحة بنظام ابن عمه ولي العهد الحالي، محمد بن سلمان، مما يفتح الباب أمام تعرضه للخطر والأذى الشخصي. ولم تتحرك المنصة وردت على الشكوى القانونية. وفي تطور منفصل، كشف عن زيادة نسبية في التغريدات قبل الانتخابات الأمريكية والتي صورت محمد بن نايف على أنه جزء من “الدولة العميقة” للديمقراطيين الذين يخططون لزعزعة استقرار المملكة وقادها أنصار محمد بن سلمان.
ويقول وينتور إن التطورين يؤكدان الحالة الخطيرة التي يعيشها الأمير البالغ من العمر 60 عاما والذي كان قريبا من إدارة باراك أوباما ونائبه السابق جوزيف بايدن ونظر إليه كعنصر مهم في استراتيجية القاعدة في الجزيرة العربية. والأمير معتقل تحت الإقامة الجبرية منذ آذار/مارس. وفي تقرير تعده لجنة مشتركة في مجلس العموم يتوقع نشره قبل احتفالات الكريسماس ويمكن أن يطالب إدارة الرئيس الأمريكي المقبل بايدن للضغط باتجاه الإفراج عنه. وفي رسالة إلى يوتيوب أشار المحامون إلى المزاعم في الفيديو أن محمد بن نايف قريب من بايدن غير صحيحة، وكذا المؤامرة التي زعم أنه جزء منها للإطاحة بمحمد بن سلمان.
وأشاروا إلى أن “الحقيقة هي أن موكلنا محتجز ضد رغبته منذ بداية آذار/مارس 2020 ولا يزال حتى اليوم. ولا يحصل موكلنا إلا على فرصة محددة للتواصل مع عائلته ومنع من رؤية طبيبه الخاص الذي يعالجه منذ سنين” و”هذه الاتصالات التي يتمتع بها موكلنا مراقبة بلا شك. وهو وعائلته قلقون على سلامتهم وأمر معروف أن حياة موكلنا وحياة عائلته في خطر”.
وتصف الرسالة الفيديو وما ورد فيه من اقتراحات حول دوره في المؤامرة ضد الدولة السعودية بأنها غير صحيحة: “لم يكن هناك أي شك حول ولائه لولي العهد ولا يزال يدعم مؤسسة الملكية”. وكانت حملة تويتر في داخل السعودية قد قامت على زعم أن محمد بن نايف كان جزءا من مؤامرة حيث اكتشفها ولي العهد.
وبدأت التغريدات بعد مكالمة مع دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية وحملة نشر رسائل قديمة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والتي قصد من نشرها في السعودية إظهار أن إدارة أوباما كانت تعمل لتقويض حكم العائلة السعودية الحاكمة. ولكن دراسة أظهرت أن 40% من التغريدات نبعت من طرف مستقل يظهر سلوكا روبوتيا مستقلا. وتحاول هذه الروبوتات دفع رواية زائفة وترندات وإقناع وسائل الإعلام لنشر أخبار عن هذه القصة المفبركة. وجاءت التغريدات ضمن هاشتاغ إيميلات هيلاري وحاولت الزعم بأن هناك جهودا لإنشاء “دولة عميقة” في السعودية وأن محمد بن نايف كان متواطئا مع مدير المخابرات الأمريكية في حينه جون برينان وكلينتون.
وتزعم التغريدات أن محمد بن سلمان اكتشف المؤامرة للإطاحة بالملك سلمان وكانت وراء سقوط محمد بن نايف. وأصبحت المزاعم منتشرة لدرجة أنها ولدت مرة 170.000 تغريدة داخل السعودية. وتم تكرارها في الإعلام الناطق بالعربية وخاصة سكاي عربية. وجاءت الحملة بعد محاولات ترامب تقليل الفجوة بينه وبايدن في استطلاعات الرأي مما قاد لنشر رسائل كلينتون الإلكترونية.
وقال كريس باديلا، المدير التنفيذي في “ليجندري” والذي قام بفحص التغريدات: “بناء على بحثنا، قدرنا أن نسبة 40% من الحسابات التي شاركت في هاشتاغ إيميلات هيلاري قد كشفت عن تصرف روبوتي وعبرت عن ملامح معروفة في حملات التضليل”، وأضاف: “تم نشر رواية زائفة على الإنترنت، وروبوتات تنشر بسرعة كبيرة ومدى واسع المزاعم وتحولها إلى ترند، ولأنها كذلك تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها”.
وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر نشرت سكاي عربية مقالا بعنوان “أسرار كلينتون.. كيف فشلت محاولة اختراق السعودية؟”، وزعمت أن رسائل كلينتون الإلكترونية عندما كانت وزيرة للخارجية رفعت عنها السرية وأنها “تواصلت مع أفراد داخل السعودية” وأنها حاولت قياس قوتها وأن الرسائل احتوت على أسماء في السعودية تدعم الإخوان المسلمين. ولم يقدم أي سبب حول اعتقال محمد بن نايف، لكن النظر إلى قائمة الاتهام تضم التآمر والفساد والإدمان على المخدرات والتواطؤ مع أوباما.
ويقول أنصاره إن وزير الداخلية السابقة عرض حياته للخطر من أجل حماية بلده من القاعدة التي تم القضاء عليها من خلال التعاون القوي مع مديري سي آي إيه، برينان وجورج تينت، مما أنقذ العلاقات الأمريكية- السعودية في مرحلة ما بعد 9/11.