حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-
أخيرا قرأنا خبرا جيدا عن قضية انتظرنا حسمها طويلا وتساءلنا كثيرا عن أسباب تأخير البت فيها، إنها قضية تنفيذ الأحكام في الإرهابيين الذين استهدفوا وطننا وأمنه بشتى أنواع التخريب والترويع. كنا نسمع أخبار المحاكمات لكننا لا نسمع عن أحكام تشفي غليل الوطن وتقتص له لأن التهم المبنية عليها تلك الأحكام لا تصف الجريمة بوصفها الحقيقي ولا تسمي ممارساتهم باسمها الصحيح. فئة ضالة، مغرر بهم، أصحاب فكر منحرف، وبالتالي فهم لا يحتاجون أكثر من أحكام تأديبية لردعهم فقط. ولكن هذه المرة جاءت التهمة واضحة صريحة وبمسماها الحقيقي. فقد نشرت «عكاظ» على صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضي خبرا عنوانه البارز يقول (55 إرهابيا ينتظرون القتل) والتهمة الثابتة هي: «تنظيم خلايا إرهابية داخل المملكة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي المناهض للدولة، والسعي إلى إسقاط حكومة المملكة ونظام الحكم فيها وإقامة دولة بديلة عنها».
الإرهاب، هذا هو المسمى الصحيح لما مارسه أولئك. والهدف الحقيقي لإرهابهم هو بالفعل إسقاط حكومة المملكة ونظام حكمها وإقامة نظام بديل هم حكامه. هذه هي الحقيقة التي استمر البعض يلف ويدور حولها ويتحاشى الجهر بها، وهذا هو الهدف الوحيد الذي كانوا يسعون إلى تحقيقه بذريعة الجهاد وتحت عباءة الدين، والقضية كلها طموحات سياسية ولا شيء غيرها. كل الذي كانوا يضللون به السذج في تفاصيل خطابهم الديني ليس سوى تزييف وتمويه لحقيقة هدفهم. الذين يكدسون الأسلحة الثقيلة والمتطورة كالقاذفات وصواريخ سام 7 كما ذكر الخبر، بل يحرصون على اقتناء ثلاث حقائب نووية بمبلغ ضخم وتهريبها إلى داخل المملكة، ليسوا فئة ضالة ولا مغررا بهم، بل أصحاب مشروع انقلابي على الدولة بوسيلة الإرهاب وخلخلة الأمن، وأحد أسباب تماديهم وعودة بعضهم إلى إرهاب أشد هو تمييع الوصف الحقيقي لهم ولممارساتهم.
ويضيف الخبر أنه يتم حاليا إكمال التحقيقات وتجهيز لوائح الاتهام ضد عناصر داعش تمهيدا لتقديمهم للقضاء الشرعي، وهذه معلومة جيدة أيضا، لكن نتمنى أن لا تطول المدة كما طالت بالنسبة لسابقيهم، فالمدة طويلة منذ عام 2003 لتصدر الأحكام وتنفذ الآن، ولا بد من تسريع إجراءات المحاكمة بتوفير كل الاحتياجات اللازمة لها لأنه لم يعد التعامل مع هؤلاء الإرهابيين بشكل روتيني وبحسن ظن مجديا، بل خطير جدا على الوطن لا سيما في هذه المرحلة.