متابعات-
لا تزال ردود الأفعال مستمرة على العفو الذي أعلنه أمير الكويت، الثلاثاء الماضي، وشمل مواطنين داخل البلاد وخارجها، محكوم عليهم بعقوبات سالبة للحريات.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتواصل التفاعل مع الأمر، حيث احتل وسم (#العفو_الاميري) قائمة الأعلى تداولا في "تويتر" بالكويت لليوم الرابع على التوالي.
وبينما اتسمت معظم ردود الأفعال بالثناء على القرار وتأييده، تساءل البعض عن غياب أسماء معارضين كويتيين وأصحاب رأي من تلك القائمة.
مرسوم العفو، والذي حمل رقم 8 لسنة 2023، وصدر به بيان من مجلس الوزراء الكويتي، قال إن تلك الخطوة تأتي بغرض تهيئة الأجواء نحو تعاون مثمر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وفق الأسس الدستورية.
وذكر البيان أن الخطوة تهدف أيضا إلى "إزالة كافة العوائق التي من شأنها تعطيل التنمية والإنجاز وتهيئة أجواء العمل كفريق واحد للارتقاء بكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن".
وأضاف أن "العفو يأتي إيمانا من القيادة السياسية في الكويت بأن عهود الازدهار والاستقرار والإنتاج المليء بالبناء والعطاء والإعلاء لا تتم وتكتمل وتزهو وتسمو إلا بمصالحة وطنية تعود بالخير على أبناء هذا الوطن، وفتح صفحة جديدة مضيئة مشرقة يكون عنوانها تصحيح المسار من أجل الاستقرار والتأكيد على أن الكويت أولى بأبنائها وأن مكانة الشعب لدى قيادته محفوظة ومذكورة ومذخورة".
وقال البيان إن العفو "سيشمل شريحة واسعة من أبناء الوطن ممن هم على أرضه داخل المؤسسات الإصلاحية بعد أن قضوا مدة في تنفيذ العقوبات المحكوم بها عليهم، كما يشمل شريحة من أبناء الوطن ممن "طال عليهم العمر وهم يلتحفون ثياب الغربة"، على حد تعبير البيان.
وعلق عضو مجلس الأمة الكويتي "حمد محمد المطر" على العفو، قائلا إنه "يجسد مبدأ التسامح والمحبة التي عرفهما الكويتيون قيادة وشعبا"، مطالبا باستكمال العفو "ليشمل الجميع ويعزز الوحدة والألفة".
وتوالت ردود الأفعال الشاكرة للعفو، لأمير الكويت وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء، وبارك لأسر المشمولين بالعفو.
وطالب رجل الأعمال الكويتي "عماد بوخمسين"، المشمولين بالعفو أن "يقابلوا الإحسان بالإحسان"، على حد قوله، بعد أن "أجزل أمير البلاد العطاء بعفوه"، وقال إن رد الجميل سيكون بفتح صفحة جديدة عنوانها: "الله.. الوطن.. الأمير".
وعبر مستخدم عن تعاطفه مع أسماء لم يشملها العفو، مثل النائب السابق والمعارض "عبدالحميد دشتي"، والناشط "عبدالله الصالح" وأسماء أخرى قال إنها ليست مشهورة.
فيما اعتبر مغردون قرار العفو "ليس مكتملا"، متسائلين عن سبب عدم شموله جميع المهجرين والمحكوم عليهم.
وقال الكاتب الكويتي "ناصر حضرم" إنه لن يفرح بالعفو الأميري حتى يشمل جميع المهجرين وغيرهم، معتبرا أن لهم الحق في العفو أيضا.
وتساءل الأكاديمي "بشار البغلي" عن سبب سقوط أسماء بعينها من كشف العفو الأميري.
وانتقد مستخدم آخر ما أسماه ثقافة "العطف الأبوي" من الحاكم والترويج لها مع كل عفو أميري أو قرار، معتبرا أن مفهوم أبوية الحاكم من أكثر المفاهيم خطورة على المجتمع المدني.
وقارن المعارض السعودي على "تويتر"، "تركي الشلهوب" العفو الذي تصدره الكويت بين الحين والآخر بحق معارضين وملاحقين، بالوضع في بلاده التي حكم فيها بالسجن على شاب لمدة نصف قرن بسبب تغريدة كتبها بطالب فيها بوظيفة، على حد قوله.