علا الفارس-
في حادث مأساوي يلقي بظلاله المؤلمة على أرجاء الكويت والعالم العربي وقعت فتاة كويتية مشهورة باسم «فاطمة المؤمن» ضحية لتصرف غير مسؤول على تقاطع السور مع الملك فهد، مما أسفر عن وقوع اصطدام مروّع بين سيارتها وسيارة أخرى كانت تقل أربعة مواطنين.
هذا الحادث الأليم أحدث صدمة واسعة بين المجتمع الكويتي وأشعل نقاشات حادة حول ضرورة الالتزام بقوانين السير والسلامة.
وحسب شهود عيان، فإن الفتاة المعروفة بمشاركتها في عالم الأزياء والفن، قامت بتجاوز إشارة حمراء على تقاطع السور مع الملك فهد، دون مراعاة لقوانين السير والتي تنص على ضرورة الالتزام بالإشارات المرورية والنتيجة كانت اصطداماً عنيفاً بين سيارتها وسيارة أخرى كانت تقل أربعة أشخاص وهروبها على الفور وهو ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية جسيمة.
للأسف الشديد فقد اثنان من المواطنين حياتهم في هذا الحادث المأساوي، وأُصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، تطلب نقلهما إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى، بالإضافة إلى ذلك أُصيب شاب كويتي كان يرافق الفتاة بجروح متفرقة وتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج.
التفاصيل أثارت غضباً وحزناً عميقين في الكويت، حيث تم نقل الجثتين إلى المشرحة وتم تحرير محضر بالحادث. من جانبها، فتحت السلطات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادث وتحديد ملابساته بشكل دقيق، لكن وعلى الرغم من الوضوح الذي يتمتع به هذا الحادث، حيث تجاوزت الفتاة الإشارة الحمراء والتي تشكل قاعدة أساسية للسلامة على الطرقات، فإن مثل هذه الأحوال تجلب للواجهة أهمية تجنب مثل هذه التصرفات المتهورة وغير المسؤولة، فالتجاوز الخطأ لإشارة المرور يمكن أن يؤدي إلى كارثة تحمل عواقب وخيمة للضحايا وعائلاتهم.
السلطات المختصة في الكويت تحقق حاليا مع الفتاة المسؤولة عن الحادث، وقد وُجهت لها ثلاث تهم رسمية: «قيادة السيارة بحالة غير طبيعية» و»القتل الخطأ» و»تجاوز الإشارة الحمراء»، وقد تم وضعها تحت تدابير الاحتجاز في انتظار استكمال التحقيق.
إن هذا الحادث المأساوي يجب أن يكون درسا مؤلما للجميع بأهمية احترام قوانين السير والمرور إذ أن التصرفات اللا مسؤولة على الطرقات يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة وخسائر بشرية لا تُعوض.
فمتى تصبح الحوادث الكارثية محط تذكير دائم بأهمية الالتزام بالسلامة والحذر واحترام الطرقات ومن عليها؟
لعل ما يجعل هذا الحادث أكثر ألما هو أن الفتاة المذكورة كانت معروفة في وسائل الإعلام كفاشنيستا وفنانة مشهورة، إلا أن هذا لم يُغفل عنها وقت الحادث، السلطات لم تؤكد هويتها رسميا حتى الآن باسم «فاطمة المؤمن»، لكن هذا الحادث يثير تساؤلات كبيرة حول مدى تأثير المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تشجيع سلوكيات سلبية على الطرقات.
على الرغم من مشهد الحادث الأليم، تشهد الساحة الكويتية جدلاً واسعا حول العقوبات التي ينبغي فرضها وما إذا كانت شهرتها شفيعة لفعلتها، إذ فور انتشار خبر الحادث تصدرت المشهورة الترند وقوائم البحث وكان السؤال الأبرز ما مصيرها؟
حسب قوانين الكويت، العقوبات التي يمكن أن تترتب على مخالفات مرورية خطيرة مثل تلك التي وقعت في حادث «فاطمة المؤمن» تختلف حسب طبيعة المخالفة والأضرار التي تسببت فيها. ومن الممكن أن تشمل العقوبات:
1. قيادة السيارة بحالة غير طبيعية: قد تتم معاقبة الفاشنيستا بغرامة مالية وتعليق رخصة القيادة لفترة محددة. قد يتم أيضا توجيه توجيه الفحص الطبي للتأكد من ملاءمتها لقيادة السيارة.
2. القتل الخطأ: في حالة إثبات أن الحادث أسفر عن وفاة الأشخاص، قد يتم توجيه تهمة القتل الخطأ، وهذا قد يؤدي إلى عقوبات أشد تشمل السجن و/أو غرامات مالية.
3. تجاوز الإشارة الحمراء: يمكن أن تشمل العقوبات غرامات مالية وتعليق رخصة القيادة، وفقا للقوانين المرورية.
تأخذ القوانين في الكويت بعين الاعتبار عوامل مثل سبب المخالفة ونتائجها على الأشخاص والممتلكات. قد يتم تطبيق عقوبات متفاوتة بناءً على تقدير السلطات القضائية والمعاملة العادلة وفقا للقانون.
في مجتمع يشهد تطورات سريعة وتحولات كبيرة وتأثيرا واسعا لمشاهير مواقع التواصل يجب أن نعكس قيم الالتزام والمسؤولية على الطرقات لتكون مثالا يحتذى وأن يكون لدينا وعي بأن تصرفاتنا على الطرقات لها تأثيرات كبيرة على حياة الآخرين، وقد تكون فارقا بين الحياة والموت فعلى الجميع الالتزام بالقوانين والإشارات المرورية كائنا من كان.
في الختام، هذا المصاب الذي ألمَّ بفاطمة والضحايا جاء دون سابق إنذار، ويظهر لنا مدى إمكانية تغير الحياة في لحظة واحدة كتلك اللحظة القاتمة، التي تغيرت فيها حياة «فاطمة المؤمن» فجأة وبلا سابق إنذار، تلك الفتاة الشابة التي اعتادت على أن تسير بخطوات ثابتة على طريقها المشهور بالأضواء والألوان المبهجة والرفاهية المطلقة من أفخم الفنادق الى أرقى المطاعم ودور الأزياء حتى انتهى بها المطاف فجأة خلف القضبان كانت تبدو وكأنها في قلب عالم خرافي، وهي تحظى بمتابعة وإعجاب الملايين على منصات التواصل الاجتماعي، وتعيش حياة مليئة باللحظات المشرقة يحلم بها متابعوها الذين غفلوا عن تحول الأقدار!
قد يكون هذا الموقف تذكيرا قاسيا لنا جميعا بعدم استهتارنا بالقرارات البسيطة، يظهر لنا كيف يمكن للحظة تهور أن تغيّر مجرى الأحداث بالكامل وتترك آثارا طويلة الأمد.
فلا أحد يعلم متى تأتيه مصيبة مفاجئة تقلب كل شيء رأسا على عقب وتترك بصمات عميقة على الحياة والوجدان، وتذكّرنا بضعفنا وهشاشة وجودنا في هذه الدنيا…
كان الله في عون فاطمة ورحم الله الضحايا!