قضت محكمة الجنايات بدبي صباح اليوم بسجن مواطنة 10 أعوام بعد إدانتها بالاعتداء على سلامة جسم خادمتها وضربها بأماكن متفرقة وحرمانها من الطعام وإهمال معالجتها مما تسبب بوفاتها.
وكانت المواطنة قد نفت عن نفسها التهم التي وجهت إليها منذ أحالت النيابة العامة القضية إلى المحكمة في فبراير الماضي، واستعانت بإفادات شهود النفي ومن بينهم شقيقتها، إلا أن هيئة المحكمة استقرت على حكم الإدانة والسجن لمدة 10 أعوام، طبقًا للمادة رقم 336 من قانون العقوبات الاتحادي. وهي أقصى عقوبة وفقاً للقانون. وسيكون بمقدورها الطعن على الحكم أمام محكمة الاستئناف خلال 30 يومًا.
وقالت النيابة في لائحة الاتهام التي أحالتها للمحكمة إن المتهمة البالغة من العمر 35 سنة وتعمل موظفة لم تقصد قتل المجني عليها مبينة أنها ضربتها بصفة متكررة باستخدام يدها وأجسام صلبة ولينة (خيزران وسلك كهربائي) فأحدثت بها إصابات مبينة أن حالة المجني عليها تفاقمت وحدثت لها مضاعفات لفظت على إثرها أنفاسها
وأظهرت حيثيات الحكم أن المدانة لها سوابق في تعاطي المؤثرات العقلية.
وتعود وقائع القضية إلى نهاية ديسمبر الماضي، حينما تلقى مركز شرطة القصيص بدبي بلاغاً في الواقعة، وقالت خادمتها الأخرى، إنها شاهدت المدانة مرات عدة تقوم بضرب المجني عليها وتسدد لها لكمات وذلك بسبب أدائها السيئ بالعمل.
وأوضحت أن المتهمة أرسلت الخادمة المجني عليها لبيت أختها، وقد قامت الأخرى أيضاً بضربها وإرجاعها بعد ثلاثة أيام إلى بيت المتهمة، وقامت بإرسالها مرة أخرى إلى بيت أختها لمدة شهر مبينة أن الخادمة المجني عليها كانت على اتصال دائم معها، وكانت تشكو إليها سوء المعاملة والتعذيب الجسدي الذي تتلقاه، ولكن بعد مدة انقطعت أخبارها ولم تتواصل معها لتعلم بعد فترة أنها توفيت جراء التعذيب.
وأفاد صيدلي من جنسية عربية يقطن بجوار بيت المتهمة لتحقيقات الشرطة أنه دأب على سماع أصوات الاعتداء على المجني عليها أثناء خدمتها بمقر سكن المتهمة وأنه يوم الواقعة سمع صوت استغاثة وأنين صادرين عن شقة المتهمة وصوت الأخيرة المرتفع والمألوف لديه، فيما قال المحاسب المشرف على البناية التي تقع فيها شقة المتهمة إنه تلقى شكاوى كثيرة من السكان حول أصوات صراخ واستغاثة صادرة من شقة المتهمة.
وأظهر تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي والخاص بإضفاء الصفة التشريحية للمجني عليها الذي أرفقته النيابة العامة بأوراق القضية، وجود كدمات بمساحات وأشكال مختلفة موزعة بمعظم أنحاء الجسم وجروح متقيحة بشدة حدثت من التعدي المتكرر وبعنف بأجسام صلبة وآثار التعدي بالعصي اللينة (الخيزران) والتعدي باستخدام الأسلاك الكهربائية وآثار للعض الآدمي وآثار للحرق باستخدام الأجسام الساخنة وبواسطة السوائل بالإضافة للإهمال في مداواة وعلاج تلك الإصابات.
وأضاف التقرير أن الإصابات على جسم المجني عليها تظهر تعرضها للتعذيب مشيراً إلى أنها كانت تتعرض للضرب والإيذاء على مدى أسابيع وأشهر مع بروز مظاهر تعرضها للتقييد.
وأوضح التقرير أن المجني عليها أصيبت نتيجة للضرب على فترات بالتهاب صديدي وجيوب قيحية منتشرة بظهرها وأطرافها وما ضاعفها من التهاب رئوي وحشوي ووجود التهابات شديدة منتشرة بالرئتين وبأنسجة الجسد ومظاهر التهابات كلوية وتجلط بالدم زاد من سوء حالتها.