الخليج الجديد-
عبر وسم «#رسالة_معتقلات_الإمارات»، أطلق ناشطون إماراتيون صرخة غضب رافضة للممارسات وعمليات التعذيب التي تم الكشف عنها مؤخرا، وترتكب ضد المعتقلات في سجون البلاد، والتي أثارت موجة انتقادات عارمة ضد السلطات الإماراتية.
فعلى مدار الأسبوعين الماضيين توالت التسريبات سواء الصوتية أو المكتوبة من داخل سجون الإمارات التي تتحدث عن الفظائع التي تتعرض لها المعتقلات وعمليات التعذيب النفسية والبدنية الممنهجة التي تخطت كل القيم ووصلت إلى التهديد بالاغتصاب.
وكان آخر تلك التسريبات، أمس الخميس، عندما نشر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، تسجيلا صوتيا مسربا لمعتقلة الرأي «أمينة العبدولي»، تتحدث فيه عن الانتهاكات والمعاملة الحاطة بالكرامة في سجن الوثبة.
وقالت «العبدولي» في مستهل التسجيل: إن الله من عليها وعلى المعتقلات بالخروج من سجن الأمن الذي «تجرعنا فيه أصناف العذاب النفسي والجسدي والاجتماعي».
وأشارت إلى أنه بالخروج من سجن الأمن، انتهت معاناة وبدأت معاناة أخرى وانتهاكات لحقوق الإنسان في سجن الوثبة، وقد خاطبنا الجهات المختصة كجهاز الأمن ووزارة الداخلية والنائب العام لنقلنا من هذا السجن، ولكن لا مجيب لنا.
ومن جهتها، نشرت معتقلة الرأي السابقة «فاتن أمان» تغريدة على حسابها في «تويتر»، أكدت فيه صحة رواية العبدولي، وقالت: «نعم هذا صوت أمينة العبدولي، ما قالته لا يصل إلى ربع الحقيقة عن معاناتنا في سجن الأمن الانفرادي أو سجن الوثبة».
وأضافت «أمان»: «أحييها على تسريبها للتسجيل وأدعو الله أن يفك أسرهن حتى يتخلصن من الجحيم الذي كنت أعيشه، قلبي معهن وأدعو الله أن يهلك الظالمين».
#رسالة_معتقلات_الإمارات انا المعتقلة سابقا فاتن أمان، نعم هذا صوت أمينة العبدولي، ماقالته لايصل إلى ربع الحقيقة عن معاناتنا في سجن الأمن الإنفرادي أو سجن الوثبة، أحييها على تسريبها للتسجيل أدعو الله فك أسرهن حتى يتخلصن من الجحيم الذي كنت أعيشه، قلبي معهن وادعو الله يهلك الطالمين
— Faten (@faten_aman) ٢٤ مايو ٢٠١٨
فيما قال حساب «المواطنون السبعة»: «حرائر الإمارات، بدمعكن والآلام التي تختلج بها أجسادكن وقلوبكن، يبنى مستقبل هذه الدولة، لا يمكن الإشارة إلى تضحياتكن في هوامش التاريخ، بل في صميم دورته وبنائه، صفحات النور البيضاء المُلهمة على تضحيات المرأة الإماراتية من أجل حقوق هذا الشعب».
وأضاف: «كرامة المرأة الإماراتية، من كرامة وشرف كل إماراتي، إن الاعتداء على الحرمات يؤكد أن منظومة القيم والأعراف في الإمارات في خطر».
حرائر الإمارات، بدمعكن والآلام التي تختلج بها أجسداكن وقلوبكن، يبنى مستقبل هذه الدولة؛ لا يمكن الإشارة إلى تضحياتكن في هوامش التاريخ، بل في صميم دورته وبناءه، صفحات النور البيضاء المُلهمة على تضحيات المرأة الإماراتية من أجل حقوق هذا الشعب.#رسالة_معتقلات_الإمارات
— المواطنون السبعة (@newbedon) ٢٤ مايو ٢٠١٨
بدوره، قال الناشط «حمد الشامسي»: «أمينة العبدولي، مواطنة إماراتية، من إمارة الشارقة، ترسل رسالة صوتية عن الانتهاكات والتعذيب التي تتعرض له في سجن الوثبة، ألم يأن الوقت لإغلاق هذا الملف».
أمينة العبدولي ، مواطنة إماراتية، من إمارة الشارقة، ترسل رسالة صوتية عن الانتهاكات و التعذيب التي تتعرض له في سجن الوثبة
— حمد الشامسي (@ALshamsi789) ٢٤ مايو ٢٠١٨
.
ألم يأن الوقت لإغلاق هذا الملف
.#رسالة_معتقلات_الإمارات @Bodour @jawaheralqasimi pic.twitter.com/rsXcppUct5
أما الناشط «طارق سيف»، فقال: «لا تنسوا أن إخوانكم يصومون ويصلون داخل زنازين الظلم القذرة فادعوا لهم بالفرج والنصر القريب والحرية بإذن الله تعالى خيرة رجالنا ونسائنا في المعتقلات، بينما زمرة الفاسدين يمرحون في الإمارات».
لا تنسوا أنّ إخوانكم يصومون ويصلون داخل زنازين الظلم القذرة
— طارق سيف (@baqertariq) ١٧ مايو ٢٠١٨
فادعوا لهم بالفرج والنصر القريب والحرية بإذن الله تعالى
خيرة رجالنا ونسائنا في المعتقلات، بينما زمرة الفاسدين يمرحون في الإمارات#رسالة_معتقلات_الإمارات #معتقلات_الإمارات #UAEWomenİnDetention
ومتوجها بالدعاء لكل المعتقلين، قال الناشط «عبدالرحمن عبيد»: «الحمد لله الذي بلغنا رمضان نسأله أن يتمّ علينا الشهر المبارك بالخير والبركة والمغفرة والعتق من النار اللهم ارحم وانصر عبادك المظلومين، وفكّ قيد الأحرار من معتقلي الرأي يا رب العالمين».
وعلى دربه قالت «الملكة بلقيس»: «اللهم يا جبار يا قوي، أرنا في شهر رمضان هذا، عجائب قدرتك في بن زايد، اللهم مزِق ملكه وشتت حزبه، واجعل رمضان هذا آخر حظه من الدنيا».
ومنذ ما يقرب من أسبوعين، تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، رسائل مسربة من معتقلات سياسيات في الإمارات، من بينها رسالة خطية من داخل سجن الأمن الانفرادي، وكشفت عن تعرض نساء معتقلات للتعذيب والتهديد بالاغتصاب من قبل قوات الأمن، بالإضافة إلى تردي أوضاع احتجازهن والمعاملة المهينة، ما بات يشكل تهديداً لحياتهن وسلامتهن.
وناشدت المعتقلات في السجون الإماراتية، المنظمات الحقوقية بكشف ما تتعرض له المعتقلات من تعذيب وانتهاكات داخل مقار الاحتجاز الإماراتية، وأوضحن أن تمادي السلطات الإماراتية في تحطيم منظومة القيم والعادات والتقاليد للمجتمع القبلي في الإمارات بتعذيب النساء والتهديد باغتصابهن أمر غير مسبوق في دول الخليج، يؤكد أن الأجهزة الأمنية لم تعد تعبأ بأي احتجاج شعبي أو دولي.
من جانبها، أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن انتشار وباء التعذيب في الإمارات، نتيجة طبيعية لانهيار منظومة القضاء وعجزها عن تحقيق أي قدر من الانتصاف القانوني لضحايا عمليات التعذيب والاختفاء القسري، إضافة إلى توفير مناخ آمن لمرتكبي جرائم التعذيب وإفلاتهم من العقاب، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإماراتية للإفراج عن المعتقلين السياسيين كافة.
وبشكل عام، شهدت الأعوام الخمسة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات انتهاك حقوق الإنسان في الإمارات، ما دفع عددا أكبر من المنظمات غير الحكومية، التي تتخذ الدول الغربية مقرات لها، إلى تخصيص جزء كبير من جهودها لتسليط الضوء على ما يجري داخل البلاد.
وحذرت منظمات حقوقية من تزايد انتهاك حقوق الإنسان في الإمارات، مشيرة إلى حالات عدة من انعدام الجنسية، وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان والزج بهم في السجون، والتعذيب، والقيود المفروضة على حرية التعبير، وحقوق العمال الأجانب وعائلاتهم.