الوطن السعودية-
أكد الخبير في الفكر الاستراتيجي الدكتور محمد الفايدي أن جرائم التفجير التي تستهدف المساجد جاءت نتيجة اختلال بين البناء الثقافي والبناء الاجتماعي الذي أنتج هذا النوع من السلوك الإجرامي.
وحدد الفايدي خمسة مرتكزات لمواجهة الفكر المنحرف الذي يستهدف الشباب وهي البدء في استراتيجية وطنية تنطلق من الوقاية وليس الردع، وتأسيس مركز للحصانة الفكرية، وتوحيد الجهود تحت مظلة مركز واحد أو هيئة، واستنفار مؤسسات المجتمع للوقوف بوجه هذا الفكر المنحرف، وتنمية الانتماء للوالدين بوصفهم أقرب الأبواب إلى الجنة.
استحواذ فكري
وأضاف في حديث إلى "الوطن" أن الانتحاريين الذين أصبحوا كأدوات في أيدي منظري الإرهاب وتعرضوا لعملية استحواذ من خلال تقزيم الحياة وإيثار الفناء وهذه مرحلة متقدمة جاءت نتيجة خلل في تشكل الإرادة لدى فئة من الشباب الذين سُلبت إرادتهم بعد أن خلخل المنظرون التناسق بين معاييرهم وأهدافهم، ووصلوا إلى مرحلة السلوك العدواني الذي هو بداية النواة الإرهابية.
مؤسسة استراتيجية موحدة
وقال الفايدي: إن هناك حاجة ماسة اليوم لمشروع وطني من خلال مركز للحصانة الفكرية والرعاية وفق استراتيجية وطنية تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة وجميع شرائح المجتمع، وأن يتحرك المجتمع بكامله وفق هذه الاستراتيجية للوقوف على الظروف التي هيأت لوقوع جرائم القتل والتفجير، وأشار إلى أن مشروع مواجهة الإرهاب لن ينجح إلا إذا تحول من الردع إلى الوقاية، مشيرا إلى أن مشروع "فطن" الذي أطلقته وزارة التعليم أخيرا خطوة جيدة ولكن يجب أن يكون تحت إشراف مظلة أو مؤسسة استراتيجية موحدة الأهداف تُعنى بالحصانة الفكرية والرعاية لتوحيد الجهود تجاه هذه الجرائم المؤلمة.
مسؤولية جنائية واجتماعية
وأوضح أن المسؤولية الجنائية والمسؤولية الاجتماعية تقودنا إلى استراتيجية وطنية توحد فيها الجهود وتنسق العلاقة بين المؤسسات القضائية والإصلاحية والأمنية، مشيرا إلى أن هناك عدم ترابط بين هذه المؤسسات يجب أن يتم الوقوف عليه وهو بحاجة بحث مستمر. وذكر الفايدي أن بين الإرهاب والإرهابي منطقة ظل وهي الإرادة ما بين المجرم والجريمة وبناء هذه الإرادة التي تكون محل اتخاذ قرار الجريمة فيه خلل، ولذلك نجد أن المتأثرين بالفكر الضال ليس لديهم الاستعداد لمناقشة من يُملي عليهم الأفكار والتعليمات بعد أن تم سلب الإرادة منهم وأصبحوا كالدمى يتم تحريكها كيفما شاء المنظرون.
وقال: "حينما يتم تقزيم الحياة وتحفيز الشباب على القتل تحت غطاء الجنة والحور العين، يجب أن تتم مواجهة ذلك بتنمية الانتماء للوالدين الذين هم أقرب الأبواب إلى الجنة، وخصوصا أن الشواهد تشير إلى أن الانتماء للوالدين لا يزال موجودا لدى من استطاع المنظرين التأثير عليهم".
وأشار إلى أن هناك منطقة ظل بين الإسلام السوي والإسلام المستخدم في هذه الجرائم ويجب أن تعرى هذه المنطقة ويماط اللثام عنها من خلال مراجعة جادة للإعلام والثقافة والمكونات الرئيسة لهذا الفكر المنحرف.
مواجهة الفكر المنحرف
1- البدء في استراتيجية وطنية تنطلق من الوقاية وليس الردع.
2- تأسيس مركز للحصانة الفكرية.
3- توحيد الجهود تحت إشراف مظلة أو مؤسسة أو مركز واحد أو هيئة.
4- استنفار مؤسسات المجتمع للوقوف بوجه هذا الفكر.
5- تنمية الانتماء للوالدين.