قال الكاتب في صحيفة “الجزيرة” السعودية محمد آل الشيخ إن الوهابية المعاصرة “تأثرت بالفكر الأخواني عميقًا وبالذات في الرؤية السياسية”، مشيراً إلى أن الفلوجة أصبحت بيئة حاضنة لـ”داعش” ولا يمكن أن تقضي على داعش وتجتثها إلا بتطهير البيئة المنتجة لهذه الفيروسات”.
وأضاف آل الشيخ وهابية، في مقابلة مع موقع “إيلاف” الإلكتروني نشرت يوم الثلاثاء 31 مايو/أيار 2016م، إن الوهابية المعاصرة “تختلف جوهرياً عن الوهابية الأصلية القديمة، فأغلب من يوصفون بالوهابيين متأخونون، بمعنى أن الوهابية المعاصرة تأثرت بالفكر الأخواني عميقًا، وبالذات في الرؤية السياسية”.
وأوضح أن “أغلب من يوصفون بالوهابيين هم في أغلبيتهم وهابيون متأخونون، في حين أن أغلب الوهابيين الجدد المعاصرين، إلا قلة منهم، يرون جواز التمرد والثورة على الإمام متى رأوا ما يعتبرونه لا يستقيم مع الشريعة أو العدل والقسط. هؤلاء يسمون في بعض الأحايين (السروريين)، فإذا كان هؤلاء السروريون هم المقصودين بالوهابيين، فأرى أن معهم بعض الحق”.
ورداً على سؤال عن سبب تغريدته على “تويتر” بأن 90 في المئة من أهالي مدينة الفلوجة العراقية “وحوش ودواعش”، قال آل الشيخ: “يجب أن نعترف أن الدواعش لم يهبطوا علينا من المريخ، ولم يكونوا من ذراري الجن والعفاريت، لكنهم من الإفرازات البيئية والثقافية ونتاج لبواعث ومسببات وتراكمات وتفاعلات أنتجت داعش والدواعش”، مشيراً إلى أن الفلوجة “أصبحت بيئة حاضنة لها (لداعش)، ولا يمكن أن تقضي على داعش وتجتثها إلا بتطهير البيئة المنتجة لهذه الفيروسات”.
وقال آل الشيح: “صحيح أنه سيكون هناك ضحايا لا ذنب لهم، وصحيح أيضاً أن علاج بعض الأمراض إذا تفاقمت وانتشرت، سيكون مؤلمًا، لكن لا بد مما ليس منه بد”.
وعن رأيه في الاتفاقية بين هيئة كبار العلماء ووزارة التربية والتعليم للإشراف على المناهج الدينية والفكرية، أجاب آل الشيخ: “كان من المفروض أن يتم عرض هذه المناهج على تربويين واقتصاديين وخبراء تنمية لتواكب مخرجات التعليم ومتطلبات العمل”، معتبراً أن الهيئة “دينية استشارية ينحصر عملها في علاقة الانسان بربه، وليس من اختصاصها علاقة الانسان بدنياه”.
الإسلام الوهابي يتعرض لأشد الهجوم، سواء من إعلام الغرب أو من بعض السياسيين كأوباما الذي قال إن الوهابية زرعت الإرهاب والتطرف حول العالم. ما رأيك؟
وعماً يقال بأن المواطن السعودي غير جاهز للديمقراطية، علقّ آل الشيخ بالقول: “الكويت بدأت في تجربة ديمقراطية منذ أوائل الستينات من القرن الماضي، وها هي الآن أقل دولة من دول الخليج في التنمية بمختلف أشكالها، قارنها بدولة مماثلة الإمارات في التنمية ستجد أن البون شاسع إلى درجة أن من أمنيات المواطن الكويتي أن يمتلك منزلاً في دبي، بينما لا تجد اماراتياً يملك بيتاً في الكويت، الامارات حققت هذه الإنجازات بلا ديمقراطية، والكويت عانت اللحاق بالإمارات بسبب الديمقراطية؛ ألا يكفي ذلك دليلًا على صوابية ما أقول”.
موقع “إيلاف” الإلكتروني-