محمود جبار - الخليج أونلاين-

ما أوجه الشبه بين فيروس "كورونا" وتنظيم "الدولة"؟ سؤال أثاره تشبيه المستشار بالديوان الملكي السعودي، عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الله المطلق، للمنضوين تحت فكر تنظيم "الدولة" والذين وصفهم بأنهم "كلاب نار"، معتبراً خطر الفكر الضال بأنه "كورونا الفكر".

ورأى المطلق ضرورة العمل على رصد هذا الفكر والتصدي له، مؤكداً أن "جراثيم كورونا الفكرية" التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي أكثر وأشد فتكاً من جراثيم (فيروس كورونا)، التي تنتقل للإنسان سواء من شخص مصاب أو من الحيوان.

وقال عضو هيئة كبار العلماء في كلمته، الأحد، خلال حضوره تدشين حملة "هذه سبيلي" في مدينة تدريب الأمن العام بالرياض: "إذا وجد شابان أحدهما مصاب بكورونا أو حمى الضنك أو الوادي المتصدع أو إنفلونزا الخنازير، والآخر مصاب بالفكر الخبيث وذهب مع داعش، والله العظيم مصيبة الذي ذهب مع داعش أشد من مصيبة المريض".

يشار إلى أن حملة "هذه سبيلي" التي تبنتها مديرية الأمن العام بالمملكة العربية السعودية، ستنطلق لتشتمل على 21 جهة أمنية في المناطق كافة؛ بهدف تحصين منسوبيها من الأفكار والتيارات "الضالة" ووقايتهم من مخاطرها، فيما تتمثل الأهداف الفرعية للحملة، في حماية رجل الأمن وأسرته من التطرف والإرهاب، وتوعية رجال الأمن بأبرز سمات التطرف لدى الأبناء والوقاية منها.

واستطرد عضو هيئة كبار العلماء، معللاً ما ذهب إليه، أن "المريض إذا مات فهو شهيد" لكنه وصف "من مات وهو منحرف" فهو من "كلاب النار، ومصيبة".

وطالب المطلق، بحسب الصحافة المحلية، ببذل الجهد والاهتمام بالوقاية والعلاج، واستثمار حملة (هذه سبيلي) بعناية؛ وذلك لما يراه من خطورة شديدة تواجه الشباب، واصفاً بأن سرقة الأفكار من الأبناء أشد وأخطر من سرقة الأموال والأبدان. كما شدد على وجوب الحوار المؤدي للإقناع بين أفراد الأسرة.

وعلى الرغم من أن المقارنة بين "كورونا" وتنظيم "الدولة" غير علمية؛ لكونهما لا ينتميان لفصيلة أو مادة معينة واحدة، فإن المقارنة التي أجراها المطلق تبدو منطقية نسبياً من حيث التأثيرات، إذ يصار أحيانا إلى التشبيه بين شيئين لا علاقة بين مادتيهما؛ وذلك في إطار تسليط الضوء على مقدار الضرر، وغير ذلك من متشابهات.

ويعزى لجوء عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الله المطلق، لفيروس "كورونا" لكونه أرعب مواطني المملكة، لما تسبب به من موت لمواطنين، وما زال ينتشر بين عدد من السكان وتحاول السعودية القضاء عليه منذ سنوات.

وهو الأمر ذاته مع تنظيم "الدولة" الذي أعلنت السعودية جاهزيتها لمقاتلته في مناطق وجوده بسوريا والعراق، كما أنها تعمل على عدم تغلغله بين المواطنين. وسعي السعودية الدؤوب للقضاء على "كورونا" الفيروس، وتنظيم "الدولة"، هو أحد أسباب التشبيه الذي أطلقه الدكتور المطلق.

وفيروس "كورونا" أو ما يعرف علمياً بـ"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية"، وأيضاً فيروس "كورونا الشرق الأوسط" أو فيروس "كورونا الجديد" أو "كورونا نوفل" أو بـ"الفيروسة المكللة"، هو فيروس تاجي، تمت رؤيته لأول مرة بجدة السعودية، في سبتمبر/ أيلول 2012.

أما تنظيم "الدولة" أو ما يطلق أتباعه عليه "الدولة الإسلامية" ويعرف عند مناوئيه بـ"داعش"، ظهر بشكل ملفت في يونيو/ حزيران 2014، منبثقاً من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي انبثق من "الدولة الإسلامية في العراق"، وكل ذلك جاء بالتسلسل الزمني بعد احتلال العراق في 2003.

- من هو؟

"كورونا" يعتبر الفيروس السادس من فصيلة الفيروسات التاجية. أطلق عليه في البداية عدد من الأسماء المختلفة مثل شبيه سارس أو سارس السعودي في بعض الصحف الأجنبية، واتفق مؤخراً على تسميته فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي.

أما "داعش" فيشار إلى أن تنظيم "القاعدة" في العراق الذي أسسه وبناه أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004، عندما كان مشاركاً في العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003، هو الرحم الذي تولد منه التنظيم الذي يقوده أبو بكر البغدادي، باعتباره خليفة ما تسمى بـ "دولة الخلافة الإسلامية".

- النتائج والأضرار

تؤدي الإصابة بفيروس "كورونا" في العادة إلى التهاب قناة التنفس العلوية، وبأعراض مشابهة للإنفلونزا مثل العطاس والسعال وانسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة الحرارة، وأيضاً قد يؤدي إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلي، والالتهاب الرئوي، كما قد يؤدي إلى فشل الكلى مع احتمال عال للوفاة، خصوصاً لدى المسنيين أو من لديهم أمراض مزمنه أو المثبطين مناعياً.

تنظيم "الدولة" في انتشاره وسيطرته على المدن يفرض شروطاً قاسية على السكان، ويلجأ إلى الإعدام لمن يخالف نهجه أو يعارضه، كما يعدم من يحاول الهرب، ويصادر ممتلكاته، كما يعلن باستمرار تبنيه تفجيرات في مناطق مختلفة من دول العالم، تؤدي إلى مقتل مدنيين، وإصابة كثيرين بجراح وإعاقات.

- طريقة الانتقال

يحدث انتقال فيروس "كورونا" نتيجة استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل المخدات (الوسائد) والألحفة (الشراشف) وغيرها. وقد ثبتت قدرة الفيروس على الانتقال بين الناس، وتوصي منظمة الصحة العالمية العاملين في مجال الرعاية الصحية باستخدام الإجراءات الوقائية من الأمراض التنفسية عند الكشف على المصابين بالفيروس.

تنظيم "الدولة"، وبحسب ما كشف مقربون للتنظيم لـ"الخليج أونلاين"، فإن الأخير ينقل أفكاره للشباب مستغلاً العديد من النقاط، أهمها بحث بعض الشباب عن وسيلة للانتقام من حكوماتهم أو أجهزة بلادهم الأمنية، أو قلة إدراكهم وضعف وعيهم، كذلك توغلهم بقضايا فقهية مؤداها نيل الشهادة، وهو ما يجدونه في الانضمام إلى "التنظيم" الذي يروج لمثل هذه الأفكار.