مكة السعودية-
سعت الاستراتيجية العملية لتنظيم داعش في السعودية، إلى تكوين مجموعة خلايا عنقودية بمناطق المملكة، تدار بشكل مركزي من قيادة التنظيم في سوريا، إذ بحسب المختص في مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية العميد بسام عطية فإن الخلايا الإرهابية في الداخل لا تمتلك القرار وليس لها قيادة بالداخل، وإنما تدار من سوريا.
وقال عطية في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الداخلية بالرياض أمس، إن تنظيم داعش يعمل في السعودية بشكل أفقي وليس عمودي، وأن التنظيم تعلم دروسا عدة من تنظيم القاعدة في السابق، إذ إن جميع القرارات تتخذها القيادة من سوريا في كل المجالات سواء المتعلقة بالحركة المالية للأفراد والتنظيم في الداخل والدعم اللوجستي والعسكري المتمثل في السلاح.
وأكد أن عقاب العتيبي كان بمثابة الوسيط العملياتي والميداني بين تنظيم داعش وأفراده في السعودية، إذ لعب العتيبي دور الوسيط بين تنظيم داعش وقائد خلية عملية الخزن الاستراتيجي عبدالملك البعادي.
وأشار إلى أن السعودية تعرضت لأكثر من 30 عملية إرهابية خلال عام، بواقع عملية إرهابية كل 12 يوما، مؤكدا أن الجهات الأمنية لا تقلل من تحرك التنظيم الإرهابي ولكنها ستكون لها بالمرصاد.
وقال إن عقاب العتيبي تم تصديره إلى السعودية بعد أن تلقى تدريبات وتأهيلا في سوريا بعد انضمامه لتنظيم داعش هناك، وإنه تلقى تعليمات بإنشاء قاعدة عمليات إرهابية يتخللها مصنع لتجهيز وإعداد الأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وإعداد الخطط للعمليات الإرهابية في محافظة ضرما، والتي أطيح بها باستراحة قبل أشهر.
من جهته، أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن عدم وجود ملاذ آمن للإرهابيين داخل المدن دفعهم إلى استغلال المناطق الصحراوية والجبلية، مبينا عدم وجود حاجة لوضع قوائم المطلوبين في لوحات إعلانية.
وأضاف أن القضاء على داعش يقتضي سرعة القضاء على الأوضاع القائمة في سوريا، وأن الجهات الأمنية تسمع عن مقتل سعوديين في مناطق الصراع إلا أنه لا يوجد ما يثبت ذلك، إذ إن المعطيات تثبت وجود نحو 3 آلاف سعودي يشتركون في مناطق الصراع، عاد منهم أكثر من 700 شخص يقضون محكوميتهم حاليا.
ولفت إلى أن التحقيق مع عقاب العتيبي سيكشف الكثير من مخططات داعش، وأن الجهات الأمنية تخضع المطلوبين بعد ضبطهم مباشرة للفحوص الطبية قبل الشروع في التحقيق معهم.
بدورها، قالت وزارة الداخلية في بيان أمس، إنه بعد إحباط العمل الإرهابي في بيشة ومقتل الإرهابيين عبدالعزيز الشهري وياسر الحودي، أكدت معلومات ميدانية تواجد مطلوب آخر فر بعد مقتل رفيقيه واختفاءه بمكان في محيط الموقع، وبتكثيف عمليات المسح والتمشيط الأرضي والجوي تم تحديد موقعه ومحاصرته وإرغامه على الاستسلام لرجال الأمن.
وأضافت أن الجهات الأمنية رصدت سيارتين بأحد المواقع ببيشة كان بداخل إحداهما مواد متفجرة ومبادرة قائديهما بإطلاق النار تجاه رجال الأمن مما اقتضى الرد عليهما بالمثل ومقتلهما، وأن الفحوص المعملية للأدلة المرفوعة من الموقع لا تزال مستمرة وسوف يعلن عن أي تفاصيل أخرى تظهر.