أثار مراقبون علامات استفهام كبيرة على توقيت إصدار تنظيم (داعش) الإرهابي لشريط فيديو جديد يهدد فيه دول الخليج بعمليات إرهابية تستهدف على وجه الخصوص المسلمين الشيعة في البحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية والكويت.
الشريط الذي تحدث فيه أحد أعضاء التنظيم؛ نُشر بالتزامن مع انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة التي اختتمت أعمالها اليوم الأربعاء، ٧ ديسمبر، والتي (أي القمة) أكدت على “محاربة الإرهاب” و”تعزيز العلاقات الأمنية المشتركة” وبالتعاون مع بريطانيا التي شاركت لأول مرة في اجتماع المجلس في شخص رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي لم تخف الدعم البريطاني لأمن الخليج وصرف المليارات في هذا الشأن.
المراقبون أبدوا شكوكا حيال توقيت إصدار (داعش) للتهديدات الجديدة، مشيرين إلى أن إطلاق هذه التهديدات في هذا الوقت يصبّ في مصلحة “السياسات القمعية لأنظمة الخليج” التي تتذرع عادة بمحاربة الإرهاب لتعزيز سياساتها في قمع المعارضين السياسيين وتقديم الأمن والتسلح كأولوية في علاقاتها مع الدول الغربية. كما رأى متابعون بأن بريطانيا ستكون “أكثر المستفيدين” من الشريط الداعشي الجديد، حيث ستجد الحكومة البريطانية “مبررات كافية لتمرير عودة نفوذها العسكري في الخليج”، خصوصا أن الحكام الخليجيين “مطمئنون إلى عدم جدية تهديدات داعش لأنظمتهم” وأن التنظيم المذكور يولي اهتمامه الأول في محاربة منْ يصفهم ب”الشيعة الروافض والنصيرية”، وهو الاهتمام المشترك بين بعض أنظمة الخليج – وخاصة آل خليفة وآل سعود – التي تمارس سياسات شبيهة بما يعلنه ويفعله الدواعش في العراق وسوريا بحق المسلمين الشيعة.
ويؤكد سياسيون بأن تركيز الشريط الداعشي هجومه على شيعة البحرين وشرق السعودية، وذكْره مناطق يقطنها الشيعة مثل سترة وبني جمرة والأحساء، واعتبارها أهدافا “مشروعة” للهجمات الإرهابية؛ هو تأكيد على تشابه الأهداف بين الدواعش من جهة والخليفيين والسعوديين من جهة أخرى. وأشار هؤلاء إلى أن آل خليفة كانوا سباقين في استهداف وجود السكان الشيعة في البحرين، عبر هدم مساجدهم واعتقال علمائهم ومنعهم من ممارسة عقائدهم وشعائرهم الدينية، كما أن آل سعود لم يتوقوا عن احتضان رجال الدين التكفيريين ومنحهم الدعم الواسع عبر الإعلام وتأمين الغطاء السياسي لهم.
ولا يستبعد متابعون من وجود “إيعاز مخابراتي” وراء نشْر الشريط الداعشي الجديد، حيث يجد الخليفيون والسعوديون على وجه الخصوص أن التهديدات التكفيرية والإرهابية التي تصدر عن الدواعش؛ ستكون مفيدة لهم لأجل إبعاد الاتهامات الموجهة إليهم بالوقوف وراء الإرهاب والطائفية في المنطقة، وتعزيز “أكذوبة” أنهم ضحايا لهذا الإرهاب التكفيري، وهو يُتيح لهم بعد ذلك المجال الأوسع لإعادة ترويج الاتهامات بالطائفية في اتجاهات أخرى، وترويج أنفسهم بأنهم الأقدر على مواجهة هذه التهديدات، وذلك على النحو الذي يريد الخليفيون إظهاره خلال ما يُسمى ب”حوار المنامة” الذي يُعقد بعد أيام.
في المقابل، حرص الشريط الداعشي على ذكر عدد من الأشخاص الدواعش الذين قدموا من البحرين وقضوا أثناء القتال في سوريا والعراق، وكان لافتا أن العدد الأكبر منهم ينتمي إلى عوائل موالية لآل خليفة، ويعمل أغلب أفرادها في الأجهزة الأمنية والعسكرية، كما ينتمي إليها رجال دين معروفون بتطرفهم وتكفيرهم للشيعة. وهي دلالة يستند عليها مراقبون لتأكيد حقيقة “الجذر المشترك” بين آل خليفة والدواعش.
ومن هؤلاء الدواعش الذين ذكرهم الفيديو:
– أبو عوف، عبد الرحمن بن عادل حسن
– أبو الزبير، عبد الله بن جمال المهيزع – قُتل في حلب
– أبو حمزة، علي بن يوسف الكعبي – نفد عملية انتحارية في الموصل
– أبو قتيبة، إبراهيم بن عبد الله العوضي – قُتل الفلوجة
– أبو عائشة، يوسف جميل – نفد عملية انتحارية في بغداد
– أبو المعتصم، عبد العزيز بن حميد الطائي
– أبو هاجر، عبد العزيز بن نزار الجودر – نفذ عملية انتحارية في ديالى
– أبو طلحة، ناجي بن علي الرقيمي – قُتل في حلب
– مسفر المهندي – نفذ عملية انتحارية في الفلوجة
– أبو هاجر، خالد بن محمد المناعي – قُتل الرمادي
– أبو البراء
سلمان العليان – نفذ عملية انتحارية الحديثة
– أبو مصعب، علي بن مبارك البنعلي
– أبو المغيرة، مصطفى بن وجدي – نفذ عملية انتحارية في سامراء
– أبو البراء، أسامة البحريني
وكالات-