ح.سلفية » داعش

داعش بين الإباحية والمخدرات

في 2017/01/11

عندما تعلن (داعش) أسباب قيامها بأيِّ عمليَّة إجراميَّة، فإنَّها كثيرًا ما تدَّعي في بياناتها الإعلاميَّة، والتي تطلقها بعد تلك العمليَّات الإرهابيَّة بأنَّها قامت بتبنِّي تلك العمليَّة لحربها على الشرك، وتأكيدها بأنَّ دولة الخلافة ماضية حتَّى لا تكون فتنة، ويكون الدين كلّه لله، فتجد تلك البيانات تبدأ بآياتٍ من القرآن الكريم، كما تجد مصطلحات البيان مصطلحات دينيَّة أصيلة، فهم يطلقون على العمليَّات الإرهابيَّة مُسمَّى غزوات، ويُسمُّون الإرهابيين ثُلة مؤمنة من جند الخلافة، ويطلقون على بعض المواقع المستهدفة مسمَّيات مثل عاصمة العهر والرذيلة، ويصفون بعض الدول الأوروبيَّة بالدول الصليبيَّة، كما يصفون سكان تلك الدول بالمشركين، وغيرها من المصطلحات الأخرى، وفي المقابل هم يُحرِّمون في الأماكن التي يسيطرون عليها عددًا من الأمور مثل: الغناء، أو حلاقة الذقن، أو ارتداء بعض الملابس، وغيرها من الأمور الخلافيَّة، والتي يجبرون الناس على التمسك بها، ومعاقبتهم في حال عدم اتباع منهجهم.
هذه الصورة الظاهرة عن هؤلاء الإرهابيين المنتمين لداعش، والتي تُشعرك وكأنَّك تقرأ سيرة بعض المتمسكين بالدِّين، والحريصين ليس فقط على اتباع أركانه الأساسيَّة، بل وسننه ونوافله، وإلزام الناس بها، والعمل على دعوة الناس كافة في مختلف دول العالم للدخول في الإسلام، تتعارض كليًّا مع ما تُفصح عنه بعض التقارير الإعلاميَّة من أن عددًا من الحواسيب المحمولة، والتي تم الاستيلاء عليها من تنظيم داعش تحوي 80% من مساحتها على أفلام إباحيَّة، كما أنَّ بعض مَن يتم القبض عليهم من أعضاء هذا التنظيم هم من مدمني مشاهدة مثل هذه الأفلام، ومن مدمني المخدرات، والعقاقير الممنوعة، بل والمروِّجين لها، بل إن بعض من يقوم بالسعي للانتماء لمثل هذا التنظيم إنَّما يسعى لهذا الأمر من أجل تعاطي المخدرات واللهو.
هذه التناقضات الموجودة ضمن هذا التنظيم الإرهابي تُظهر نفاق هذا التنظيم، وازدواجيَّة المعايير التي ينتهجها، وفي المقابل تُؤكِّد كل الشكوك والظنون التي تشير بأن هذا التنظيم ما هو إلاَّ صناعة من قِبَل بعض الدول التي تقوم باستخدامه من فترةٍ لأخرى لتحقيق أهدافها، وفي المقابل فهي تقوم بالزج ببعض العناصر سواءً من أصحاب السوابق، أو المجرمين المحكوم عليهم، أو المروِّجين، أو المتعاطين، أو غيرهم من الضَّالين، ليكونوا ضمن أعضاء هذا التنظيم، ويعملوا على تنفيذ أجندته وتحقيق أهدافه، وكل ذلك تحت ستار الإسلام، وبهويَّة المتدينين ليقوموا بتشويه هذا الدِّين العظيم.

إبراهيم محمد باداود - المدينة السعودية-