ح.سلفية » داعش

محاربة «داعش».. بالجوال

في 2017/01/17

لا يمكن لأي شيء أن ينجح دون أن يكون له خط اتصالي مع شريحته المستهدفة، ومعظم الأشياء تتخذ من العامة شريحة لها، لذلك تعتمد على الجهد الاتصالي المضاعف، ولكن بشكل عشوائي، عبر استهداف الناس للترويج لرسائلهم، بلا وعي منهم، وهذا ما استغلته الجماعات الإرهابية، ووظفته بشكل دقيق واحترافي.

تنظيم "داعش" الإرهابي، قام بجهد إعلاني كبير، تدعمه جهات استخباراتية وحكومات إرهابية، وقد تم تفصيل الكثير من طرائقه في مقالات سابقة، وتحديدا في تعاطيه مع المنصات الحديثة، لكن المشكلة الأساسية؛ هي جهل الناس لذلك، وسعيهم للترويج له، حتى بدون قصد، بهدف تشويهه أو التحذير منه، أو بسبب الخلط في بعض المفاهيم كالجهاد وغيره. إلا أنهم في الأخير يحققون أهدافه.. وأعني تحديدا، عندما تتم إعادة تدوير المشاهد التي تزعم قوته، وهو هش، لا يستطيعون فعل شيء؛ إلا بوجود عدد كبير من الإرهابيين المسلحين، لمواجهة مدنيين معزولين، ليستعرضوا ضعفهم وارتباكهم ووهنهم.

وحول هذا أجريت العديد من الدراسات، لكني سأستشهد بدراسة -نشرت "الرياض" عنها تقريرا- عنوانها "القوى الخفية لداعش في الإعلام الجديد"، والذي عكف عليها فريق بحثي لباحثين في الإعلام الرقمي من جامعة الملك سعود وبإشراف الدكتور مطلق المطيري، والتي وجدت أن التنظيم بات يستهدف الشباب السعودي عبر غرف الدردشة لعلمهم بأنهم يقضون معظم وقتهم على "الإنترنت"، محاولين تجنيدهم في صفوف الإرهابيين، بالإضافة إلى قيامهم باستغلال موقع "تويتر" لمناقشة أحدث القضايا على الساحة الفكرية والإسلامية، ومنها حث العامة على المشاركة في المظاهرات بنية الجهاد، مع استغلالهم للمرأة وتوظيفها في نشر أطروحاته الشاذة، لتحريكها بشكل أفضل وسط المجتمعات.

لكن ماذا يجب أن نفعل كمواطنين؟ بنظري، وبشكل مبسط جدا، كأحد أهم أدوارنا، أنه وبذات الأجهزة، التي نرسل بها وجوه الإرهابيين بثيابهم الرثة، ووجوههم المكفهرة، وبها الكثير من الدم والصراخ والقتل، نستطيع أن نعمل معا مع الأجهزة الأمنية، ونثبت قوة وبسالة رجال الأمن، وهم يواجهون هؤلاء الإرهابيين ويسقطونهم صاغرين، وأن الإرهاب شيء طارئ.. مهما حاولوا أن يقولوا غير ذلك.

وهذا ما تراه المؤسسة الأمنية تعاونا مهما، ويمكن الاستشهاد بما قاله اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية، عبر أحد البرامج التلفزيونية أخيرا، حيث يقول: "الجهات الأمنية لا تحبذ رؤية المواطنين والمقيمين للمواجهات الأمنية، أو وجودهم بقرب الحدث، غير أن المقطع الذي على الرغم من المخاطرة التي تعرضت لها السيدة، أوصل للعالم رسالة تعبر عن مدى مقت المجتمع السعودي للإرهاب والإرهابيين..".

ولنتذكر دائما: لم يكن الخوف أقوى من الأمن.. والأمان.. والسلام.

أمجد المنيف- الرياض السعودية-