ح.سلفية » داعش

أهداف مشتركة ضد داعش وإيران تخلق تفاؤلاً سعودياً بترامب

في 2017/01/18

في أول تصريح لمسؤول عربي من نوعه تجاه إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، رحب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بسياسة ترامب الجديدة؛ القائمة على مواجهة تنظيم الدولة واحتواء إيران، على حد قوله.

الجبير أوضح أن المملكة "متفائلة" إزاء إدارة ترامب، معبراً في تصريحات صحفية، نشرت مساء الاثنين، عن تطلع بلاده للعمل معها في سائر الملفات.

يلفت الوزير السعودي إلى أن "مصالح المملكة تلتقي أكان بالنسبة إلى سوريا أو إيران أو العراق أو اليمن أو ليبيا، ومحاربة الإرهاب ومسائل الطاقة، والقضايا المالية"، مضيفاً: "لدينا الأهداف نفسها؛ العمل على هزم تنظيم داعش، واحتواء إيران، مع أنه يمكن ألا نكون متفقين حول كل السبل للوصول إليها".

وتعتبر تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأولى من نوعها لمسؤول عربي، التي تحمل تفاؤلاً بإدارة الرئيس ترامب.

كما تأتي تصريحات الجبير قبل أيام فقط من تسلّم ترامب الرئاسة من سلفه باراك أوباما، في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

- أولويات

الدكتور زهير الحارثي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي، ذكر أن تصريحات الوزير عادل الجبير، تعكس تطلعات المملكة ودول الخليج عموماً، نحو استشعار الولايات المتحدة بالأخطار التي تواجهها دول الخليج العربي.

وأشاد الحارثي، في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي المعين، ريكس تيلرسون، التي قال فيها إن "الأولويات في الشرق الأوسط هي دحر تنظيم داعش، والتركيز على تنظيمات أخرى ترعى الإرهاب، وأن الإسلام المتطرف لا يمثل العقيدة الإسلامية الحقيقية".

واعتبر أن هذه تصريحات "إيجابية، وتعطي تفاؤلاً بأن الإدارة الأمريكية باتجاه إعادة تقييم سياستها في المنطقة".

كما اعتبر الحارثي أن تصريحات وزير خارجية ترامب، التي أشار فيها إلى أن بلاده سوف تدعم المملكة في اليمن لاستعادة الشرعية، "تؤكد أن واشنطن في طريقها للانخراط في المنطقة عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً".

ورأى أن "هذا الانخراط للولايات المتحدة في المنطقة، كدولة عظمى، قائم على مبادئ القانون الدولي، وعلى مرجعية الأمم المتحدة".

- صاحب قرار

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب قد تحدث بتصريحات وصفت بـ"القاسية" بحق دول الخليج، والسعودية خصوصاً، خلال فترة حملته الانتخابية التي استمرت نحو 9 أشهر، وهو ما جعل المملكة- بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية- تحذر ترامب من مغبة القيام بسياسات معادية تجاهها؛ لأنها ستنعكس أيضاً على بلاده.

موقف ترامب السابق وصفه الدكتور الحارثي، في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، بأنه "لا يمكن الحكم عليه؛ لأنه لا يمكن الحكم على التصريحات التي تخرج خلال الحملات الانتخابية؛ لأنها مرتبطة بعدة عوامل داخلية وخارجية"، مبيناً أن "ترامب اليوم بات رجلاً صاحب قرار، وهذا أمر يغير الكثير".

وأوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى السعودي، أنه "من غير المقبول أن يفرط الجانبان في علاقات تاريخية تجاوزت ثمانية عقود"، مشيراً إلى أن "البلدين كل منهما بحاجة إلى الآخر لمواجهة التحديات والأخطار، وهذا ما يجعل الرياض تطالب واشنطن بمراجعة سياستها في المنطقة خدمة لأمن المنطقة واستقرارها".

ومنذ إطلاق حملته الانتخابية وحتى فوزه، كان الرئيس الأمريكي الجديد يكيل التهديد والوعيد لتنظيم الدولة وإيران، معتبراً في أكثر من مناسبة أن "طهران هي السبب الرئيسي لزعزعة أمن واستقرار الشرق الأوسط".

وفي تصريحاته لـ "الخليج أونلاين"، أكد الحارثي "ضرورة أن تقوم واشنطن بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في الاتفاقية النووية ضد طهران في حال خرقها لبنودها"، معتبراً "عدم التحرك لردعها أمراً مقلقاً للجميع".

كما حث إدارة ترامب على "ضرورة استشعار الخطر من تدخلات إيران في دول الجوار، وزعزعة أمنها واستقرارها".

- كبح جماح إيران

وفي السنوات الأخيرة من عمر إدارة الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، لاحظ مراقبون أن التوتر خيم على العلاقات بين واشنطن والدول الخليجية، وخصوصاً السعودية، على خلفية الموقف الأمريكي "الناعم" من الوضع في سوريا وملف إيران النووي.

وهو ما ألمح له الجبير في تصريحاته، عندما أشاد بالرغبة المعلنة لإدارة ترامب في "استعادة الدور الأمريكي بالعالم، والعمل مع حلفاء الولايات المتحدة ودعمهم".

موقف الجبير فسره الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، والمستشار السابق في السفارة السعودية في واشنطن، بأنه مبني على "توجهات مساعدي وأعضاء ترامب الذي يدعمون مزيداً من التعاون مع حلفاء الولايات المتحدة، ومحاربة داعش، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف عشقي، في تصريح لـ "الخليج أونلاين": "النظام في الولايات المتحدة نظام مؤسسات، وعندما يتكلم الوزير الجبير عن ترامب، فلا يعني ترامب كشخص بل المؤسسات التي يمثلها، والسيد الجبير من أكثر الخبراء السعوديين معرفة بالمؤسسات الأمريكية، بحكم حياته الطويلة في أمريكا".

وتوقع عشقي أن يقوم ترامب بتشديد العقوبات على إيران، "حتى تنهي سياسة تهديد استقرار المنطقة وتدخلها في دول الجوار".

ولفت إلى أن ما يميز ترامب عن أوباما أن الأخير اعتمد سياسة "القوة الناعمة" في تعاطيه مع إيران، في المقابل فإن ترامب يبدو أنه اختار اللجوء إلى "سياسة خشنة" من خلال اختيار صقور المحافظين في إدارته، وهو ما سيسهم في كبح جماح طهران.

عبدالله حاتم - الخليج أونلاين-