في حربها على خلايا «القاعدة» و«داعش» المستمرة منذ 2003، فككت الأجهزة الأمنية السعودية معامل عدة لتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، ففي عملية دهم في العام 2015، وضعت يدها على معمل في منزل بحي الفيحاء، إضافة إلى وكر يختبئ فيه الإرهابيون بحي الجزيرة في مدينة الرياض، يديرهما وافد سوري الجنسية، وتساعده مقيمة فيليبينية، هربت من منزل كفيلها قبل 15 شهراً من تاريخ الدهم، وكانت الأحزمة الناسفة التي تصنع في منزل حي الفيحاء تستخدم لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وكشفت وزارة الداخلية قبل أيام عن اكتشاف ستة مصانع لصناعة المتفجرات خلال 28 شهراً، كانت كفيلة بتنفيذ عمل إرهابي كل يوم. وقال المتحدث الأمني للوزارة اللواء منصور التركي: «إن هذه المصانع كفيلة بجعل التنظيم نشطاً في شكل أكبر في عملية التجنيد، لوفرة المواد اللازمة للأعمال الإرهابية، فيما لو بقيت هذه المعامل قائمة».
وأول معمل اكتشف كان داخل منزل في حي الجزيرة شرق العاصمة السعودية الرياض في 18 من آذار (مارس) العام 2003، حين انفجرت قنبلة كان يحاول تصنيعها فهد سمران الصاعدي، الذي لقي مصرعه، وعثرت أجهزة الأمن في المنزل على 215 قالباً متفجراً (20.5 كيلوغرام) من المواد شديدة الانفجار، وكبسولات تفجير، ومواد كيماوية، وذخيرة و12 رشاشاً وبندقيتين وثلاث قنابل.
وقبل أيام، قتل شقيقه طلال الصاعدي وشريكه طايع سالم الصيعري في مواجهة أمنية شهدها حي الياسمين (شمال الرياض)، اللذان كانا يعملان في تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها جرائم إرهابية، إذ حولا المنزل الذي كانا يختبئان فيه إلى «وكر إرهابي لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة».
واستعرض التركي المضبوطات في المنزل وما كان في حوزة الإرهابيين: حزامان ناسفان في حال تشريك كاملة وتم إبطالهما، وقنبلة يدوية محلية التصنيع، وحوضان صغيران بهما مواد يشتبه بأن تكون كيماوية تستخدم لتصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة.
وعد الناطق الأمني الصيعري «خبيراً» يعتمد عليه «داعش» في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها، وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم. وكشف التركي أن الأجهزة الأمنية اكتشفت أربعة معامل للمواد المتفجرة والأحزمة الناسفة من العام 2003. وأعلنت وزارة الداخلية أنها ضبطت خلال العام 2015، أربعة معامل متكاملة لتصنيع المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة في الرياض والقصيم، وقبضت على متخصصين في صناعتها. واكتشفت أجهزة الأمن منتصف أيلول (سبتمبر) العام 2015، معمل متفجرات في استراحة بمحافظة ضرما، ويعد أحد أهم معامل المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، والتي استخدمت في عمليات انتحارية استهدفت مساجد في الشرقية، ونجران، وعسير.
وكالات-