يسعى الأكاديميُّ والمؤلِّفُ السعوديُّ عبداللطيف السُّلمي، في كتابه «العنف اللفظي وبلاغة التحريض في خطاب داعش: الاستقطاب واستدراج الأتباع»، إلى استقراء وتحليل وتأويل المظاهر اللغويَّة والخطابيَّة للعنف اللفظي، وقراءتها في سياقيها الداخلي والخارجي، التابعين للمجال التداولي، الذي أُنتجت فيه، ثمَّ كيف نجح هذا التنظيم في إقناع بعض الشباب، بتبنِّي رؤيته للعالَم، والالتزام بنشرها، والانضمام لنصرته سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا وعسكريًّا.
وركز «السُّلمي» على ثلاث قضايا جوهريَّة هي تحديد العنف اللفظي، وبيان مظاهره اللغويَّة والخطابيَّة، ومقاصده التداوليَّة، وإجراء تصنيف، أو نمذجة لأشكاله، والكشف عن الآليَّات الدلاليَّة والتداوليَّة والسيميائيَّة لـ»العنف اللفظي».
واحتوى الكتاب على ثلاثة فصول، وتخلَّله عددٌ من المباحث: فالفصل الأول حمل عنوان: العنف اللفظي: بحث في الدلالة والخطاب، وجاء فيه ثلاثة مباحث، وهي: مفهوم العنف اللفظي: الآليَّات اللغويَّة والدلاليَّة، الآليَّات الخطابيَّة: مقاربة تحليليَّة، والعنف اللفظي بين الدلالة السياسيَّة والدينيَّة.
وتناول الفصل الثاني العنف اللفظي: الاقتضاء التداولي والخطابي، وقُسِّم إلى خمسة مباحث: العنف اللفظي: الآليَّات التداوليَّة والخطابيَّة، الآليَّات التداوليَّة: المقاربة التحليليَّة، العنف اللفظي بين البلاغي والأيديولوجي، بلاغة الاستقطاب واستدراج الأتباع، والخرق التداولي لقواعد الحوار.
أمَّا الفصل الثالث، فتناول: العنف اللفظي: الآليَّات السيميائيَّة والتأويليَّة، وقُسِّم إلى خمسة مباحث، فاستعرضت السيميائيَّة التأويليَّة والاتِّجاهات السيميائيَّة المعاصرة في إطار نظري، وسيميائيَّات العنف اللفظي: إستراتيجيَّة التَّواصل وبناء نظم الخطاب والاستعارات الحربيَّة، وداعش وإدارة التوحش، والبنية الدلاليَّة للعنف اللفظي عند تنظيم داعش، وسيمياء العوالم الإلكترونيَّة، وتجنيد الشهيد الافتراضي.
وكالات-