الخليج الجديد-
كشف الفيلم الوثائقي «الوصاية» الذي بثته فضائية «الجزيرة» القطرية، مساء الإثنين، الدورَ الإماراتي في اليمن، وهيمنة أبوظبي على ثروات ومقدرات اليمنيين في المناطق التي تخضع لسيطرتها داخل المحافظات الجنوبية، وتهجيرها لليمنيين من بعض المناطق لإقامة قواعد عسكرية، علاوة على عمليات التعذيب التي تشرف عليها في بعض السجون.
وتطرق الفيلم -الذي تم بثه في برنامج «للقصة بقية»- إلى السجون السرية التي أنشأتها دولة الإمارات في اليمن، ومحاربتها بعض المؤيدين لشرعية الرئيس «عبدربه منصور هادي» والحكومة اليمنية، رغم أن تدخلها كان هدفه الأساسي مساندة الأخير.
وكشف الفيلم الذي استند على وثائق وشهود عيان وتقارير منشورة في صحف غربية، أن الإمارات سعت منذ اليوم الأول من دخولها اليمن، إلى بناء الكثير من القواعد العسكرية لعل أبرزها تلك التي بنتها على جزيرة «ميون» الواقعة في منتصف مضيق «باب المندب»، أهم ثالث مضيق بحري في العالم، حيث تضم القاعدة مدرجا للطائرات، ومن يسيطر على تلك الجزيرة يسيطر على مضيق «باب المندب» تماما.
كما أكد شهود عيان تحدثوا للبرنامج في منطقة «ذباب» في «تعز» (جنوب غرب) قيام الإمارات التي تسيطر على الساحل الغربي، بطردهم من بيوتهم بحجة تحريرها من الحوثيين، لكنها رفضت عودتهم وأقامت قاعدة عسكرية في هذا الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر من أجل التحكم بالملاحة وبسط سيطرتها على باقي مناطق الجنوب.
ووفق خبراء تحدث معهم الفيلم، فإن الإمارات سعت لبسط نفوذها في الجنوب اليمني، عبر محاربة كل المجموعات المحسوبة على «الإخوان المسلمون» أو تلك المتعاطفة مع الربيع العربي الذي أعلنت أبوظبي العداء له، فالإمارات أقامت قواعد عسكرية في الجانب الآخر من البحر الأحمر في «إريتريا» و«جيبوتي» ومناطق أرض الصومال.
ونقل الفيلم عن الباحث «بيل لو» قوله إن الإمارات رابع مشترٍ للأسلحة في العالم حيث يتوسع الإماراتيون في إنشاء القواعد العسكرية تحقيقاً لأهداف توسعية، وسعياً منها لاكتساب المزيد من النفوذ، وهذا مردّه إلى هوس ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» بالعظمة وتوسيع الإمارات وحب السيطرة، فالإمارات تتولى قيادة العمليات العسكرية في جنوب اليمن وبالأخص في عدن، وكذلك قيادة عمليات «التحالف العربي» حيث تنشر قطعاً كثيرة من المدرعات والمدفعية وطائرات الأباتشي.
كما نقل عن «أولفييه كاسلين» الخبير في الملاحة الدولية، قوله، إن ميناء عدن يعد أحد أهم الموانئ في المنطقة والعالم، حيث يتوفر على خصائص لا تتوفر في موانئ أخرى، منها أنه ميناء عميق يسمح باستقبال جميع أنواع السفن، كما أنه يمر منه 60% من حجم الملاحة في العالم، وهو ما أثار أطماع أبوظبي للسيطرة عليه، ووضع موطئ قدم في الجنوب، والسيطرة على الملاحة من خلال بسط نفوذها على المحافظات الجنوبية.
قضية أخرى تناولها البرنامج، وهي التي تتعلق بوجود سجون سرية للإمارات في مطار الريان بحضرموت، الأمر الذي أدى إلى إغلاقه، فأهالي المعتقلين كانوا يذهبون للمدعي العام في عدن الذي يقول لهم إن أبناءهم ليس عليهم تهم ولا يوجد سبب لاعتقالهم، وحينما يذهبون إلى مراكز الاعتقال كان يقول لهم الحراس إنهم نقلوا إلى الخارج، أو أن ملف الاتهام بيد قوات التحالف والمقصود به القوات الإماراتية التي تلفق التهم للشباب من قبيل الإرهاب.
وعرج البرنامج إلى توثيق منظمات حقوقية دولية كمنظمة «هيومن رايتس ووتش» لتقارير مفزعة وشهادات لمعتقلين سابقين عن جرائم الإمارات والميليشيات الموالية لها، حيث يقول أحد المعتقلين السابقين في البرنامج إنه اعتقل لمدة 77 يوما دون تحقيق، مؤكدا تعرضه للتعذيب المبرح والإهانة، حيث كانوا يعرضونه مع البقية على دكتور إماراتي متخصص بالتعذيب.
وسلط البرنامج الضوء على حادثة مقتل العميد «أحمد يحيى الأبارة»، الذي قتل مع 30 من جنوده خلال قصف طيران التحالف العربي لمقر القيادة العامة لمعسكر العبر في حضرموت باليمن في يوليو/تموز 2015.
وقال نجله «عبد الرقيب الأبارة»، إن والده التقى قادة وضباطا إماراتيين وسعوديين، وأخبرهم عن خطة لتشكيل الجيش الوطني الجديد.
وأضاف أن الإماراتيين طلبوا منه إرسال خطة مفصلة إليهم بعدما وعدوه بالنظر في محتواها، لكن الوعد جاء بشكل عكسي إذ جرى قصف مقر القيادة العامة لمعسكر العبر الموالي للشرعية بثلاث غارات جوية بعد اللقاء بأسبوع.
وتدعم الإمارات الانفصاليين الجنوبيين، كما تعمل على إفشال الرئيس الشرعي «عبد ربه منصور هادي»، وتأوي الإمارات قيادات جنوبية كثيرة تدعو للانفصال، وتعيش في أبوظبي على نفقة ولي عهدها «محمد بن زايد».