أحمد الصراف- القبس الكويتية-
قام احد الحضور، في منتدى سياسي اقتصادي أوروبي، ووجه السؤال التالي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير: الحقيقة أن «داعش» نتاج إسلامي، واستقطب التنظيم المرضى النفسيين والباحثين عن المغامرة، والساخطين في الشرق الأوسط وأوروبا، وما يبشر به «داعش» مستمد من تفسيرات دينية إسلامية.
رد الجبير عليه قائلا: كل دين يوجد به ضالون ومرضى نفسيون يريدون خطفه، و«داعش» إسلامية بقدر ما تكون منظمة كوكلاس كلان أوKKK، العنصرية، مسيحية! فهم يحملون الصليب ويفعلون كل شيء باسم السيد المسيح، ويعلنون أنه «أجبرهم» على قتل كل من هو من سلالة أفريقية. هل يستطيع أي شخص أن يقول إن «كوكلاس كلان» تمثل المسيحية؟ كما أن هناك جماعات أخرى ومجازر ترتكب لجعل دول وأقاليم معينة خالية تماما من كل من هو غير مسيحي، كما أن هناك فرقا مماثلة عند اليهود والهندوس، ولا تمثلهما بالضرورة. وبالتالي فإن القول إن «داعش» يمثل الإسلام مناف للعقل!
يبدو كلام السيد الجبير، بشكل عام، كلاما جميلا ومنطقيا ولا أدري ماذا كان رد محاوره عليه، وعلى ما أورده من نصوص دينية إسلامية تحرم قتل النفس وحرية الإنسان في اختيار دينه.
وبعيداً عن الكلام أعلاه لدينا بعض التساؤلات العامة. فهناك نصوص يفهمها البعض كدعوة لقتل الكفرة والمشركين.. ولكن غالبية عقائد العالم حيدت، مع الوقت، تلك النصوص وجعلتها جزءا من التراث والماضي، ولا يعمل بها.
كما أن تعاليم «كلوكلاس كلان» الاميركية، وغيرها من المنظمات الارهابية حول العالم، لا تدرس ضمن مقررات مدارس تلك الدول، ومنها أميركا. ولا تصرف الحكومة الأميركية المليارات على ترويج أفكار هذه المنظمة المتطرفة، ولا تقوم بإرسال آلاف الدعاة لفكر «كوكلاس كلان» إلى أقاصي الأرض لترويج أفعال هذه المنظمة أو غيرها. أما أفكار ومثل «داعش» فإنها موجودة في مقررات آلاف المعاهد الدينية والجامعات، ومئات آلاف المدارس، والجامعات الاسلامية حول العالم، وهذا يفسر سبب انتشار ما يطلقون عليه «الارهاب الاسلامي» أكثر من الإرهاب الهندوسي، المسيحي أو البوذي أو غير ذلك. وكان من الممكن لدولة داعش أن تنجح بجدارة، وتصبح قوية، وتنال اعتراف الكثير من الدول الإسلامية وغيرها، لاتساق فكرها أو ما تدعو إليه لفكر الكثير من الجماهير الإسلامية، لولا غباء وقصر نظر «قيادة» داعش، الذين مهدوا لاتفاق دول العالم الكبرى لمحاربتهم، بعد أن تسرعوا في كشف قبيح وجههم، وشناعة جرائمهم.