عبدالله المزهر- مكة نيوز السعودية-
يبدو واضحا لكل إنسان يستخدم ولو جزءا يسيرا من عقله في التفكير أنه يمكن أن توصف داعش بأي وصف ويقال عنها أي شيء إلا أن يقال عنها إنها طائفية، هي أبعد شيء عن الطائفية والتمذهب لأنها تقتل الجميع وتطال خستها الجميع دون تفريق ولا عنصرية.
هذا كلام يبدو مكررا ومتفقا عليه، وتبدو أهداف داعش من التفجيرات في مساجد المسلمين بكافة طوائفهم ومذاهبهم أهدافا واضحة ومكشوفة ولا تحتاج «لخبراء» حتى يكتشفوا أن هدف داعش هو خلق صراع مذهبي دموي وفوضى تمهد لوجودها فهي لا تعيش إلا في هكذا مستنقعات. وهذه ليست المشكلة الأهم، المشكلة أن هناك من تدخل مرماه هذه الأهداف السهلة والتي يمكن أن يتصدى لها أي حارس مرمى مبتدئ.
في الجريمة الأخيرة في نجران كان السؤال الأكثر ترددا بعد انتشار خبر التفجير هو: هل المسجد للسنة أم للإسماعيلية؟
والذي يسأل هذا السؤال لو سُئل عن الجريمة لأدانها في الغالب، لكنه يسأل لأن شيئا ما يجعله لا يشعر بكثير من الأسى في حال كان المسجد والقتلى من الطائفة الأخرى!
وآخر يقول ـ وهو يمثل شريحة واسعة: التفجير مدان ولا يقبله عقل، لكن لا يجوز الترحم على «الروافض».
شكر الله سعيك، الذي فجر وقتل لم يكن يريد أكثر من كلماتك هذه، وأنت حققت ما سعى إليه دون أن ترتدي حزاما ناسفا!
حين تدخل «لكن» في جملة إدانة أي جريمة إرهابية أيا كان مرتكبها فإن هذه الإدانة ـ مع حُسن ظن مبالغ فيه ـ ليست سوى «تدعشن لا إرادي»!
ثم أما بعد:
الأبيض الجميل، والشيخ الجليل علي آل مرضمة
سلامٌ عليك وأنت تعلم الناس الحياة بصدق..
سلامٌ عليك وأنت تعلم الناس الموت بنبل..
سلامٌ عليك من أول الأرض حتى آخر السماء!