أيمـن الـحـمـاد- لرياض السعودية-
الانتحاري الذي هلك في مسجد المشهد بنجران مفجراً نفسه بين المصلين، قدم نفسه في سبيل تنفيذ خطط أعداء هذا الدين وهذه الدولة التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، أودى هذا الإرهابي بحياته من أجل "داعش" ومن يقف وراءها ممن يريدون بالمسلمين الفتنة والفُرقة وضياع الصوت والهيبة.
في بلادنا رأينا إرهاب القاعدة الذي حاول النيل من أمن المملكة قبلاً بقيامه بتفجيرات وأعمال إرهابية في الرياض والخبر وجدة، إلا أننا في بلادنا ازددنا قوة ونمواً وتماسكاً وتطوراً وصمدنا وعملنا على استئصال هذا التنظيم حتى اضمحل وضعف، فحاربناه في كل العالم بشتى الطرق، فمرة عن طريق المعلومات ومرة أخرى من خلال القبض على عناصره واستهداف تجمعاتهم ومخابئهم، إلى أن أصبحت المملكة اليوم رقماً صعباً ومؤثراً في الحرب على الإرهاب، وأصبحت حاضرة بقوة في كل حدث دولي يتناول الكيفية التي نواجهه بها، وبالتالي باتت المؤسسة الأمنية في المملكة قادرة على تقديم العون والاستشارة لنظيراتها من المؤسسات في المنطقة وحول العالم، فوباء الإرهاب حفز التعاون الأمني بين كثير من الدول باعتباره هدفاً مشتركاً.
تحاول "داعش" اختبار احتمال المملكة في الحرب عليها، ولا تتعظ بالقاعدة ومن يدور في فلكها، وتسعى المملكة اليوم إلى تفكيك الخلايا العنقودية التي يعتمدها المتطرفون الإرهابيون إذ يجنّدون الأتباع ويستغلونهم من خلال استهداف أفكارهم بتكفير مجتمعهم، ومن ثم تسويغ عملية انتحارهم في سبيل المجتمع الذي أصبح كافراً لدى هؤلاء الإرهابيين فيقنعون المنتمين لهم بارتداء حزام ناسف يحولهم إلى قنبلة بشرية تستهدف مجاميع بشرية، كما رأينا في تفجيرات 2003 في الرياض، واليوم يغيرون وجهتهم نحو المساجد باستهداف المصلين متوقعين ومتوهمين أن هذه الأفعال قد تنطلي على المجتمع السعودي الواعي بخبث هذه الجماعات، وطرقها في إثارة الفتن والقلاقل.
إن تكاتف المجتمع بكافة أطيافه ووعيه واتحاده مع قيادته أقوى ضربة يمكن أن يوجهها المواطنون في بلادنا في وجه الإرهاب والمنتمين إليه من "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة، وهي الحصانة بعد الله التي تضمن دوام أمننا واستقرارنا.