سامي النصف- الانباء الكويتية-
اختلفت الآراء في سبب اختصار مسمى تنظيم داعش بالانجليزي الى(I.S.I.S) والحقيقة ان ذلك المسمى قريب جدا من مسمى تنظيم الغستابو الرهيب الذي كان رئيسه هملر السبب في إفناء الملايين عبر السجون ومعتقلات الإبادة التي يشرفون عليها إضافة الى جيوش الغستابو المصاحبة للجيش النازي النظامي والتي كانت ترتكب الفظائع وتثير الرعب في النفوس، فمسمى داعش يعيد الى الأذهان مسمى الغستابو وكراهية شعوب العالم له.
وما يزيد الطين بلة أن تنظيم داعش ورئيسه البغدادي لم يكن بعيدا في وحشيته وجرائمه عن تنظيم الغستابو الرهيب، فتقارب الشعارين يعكس تقارب الفكرين المؤسسين لهما في عدائهما للإنسانية جمعاء وتفننهما في الذبح والإبادة وإيمانهما بـ «القتل للقتل ذاته» وتدمير التراث الانساني في البلدان التي تبتلى بحكمهما، وقد انتحر هملر عام 1945 بعد انتحار هتلر في العام نفسه وذهبت معهما أسرار وأفكار تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الانسانية، ونرجو ألا نسمع ذات يوم بانتحار أو اختفاء البغدادي!
لذا لم يكن غريبا أن يحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يشاهد تعاطف العالم مع الفلسطينيين أن يقوم بمحاولة خلط أوراق ما يجري عبر تذكير العالم بلقاء المفتي أمين الحسيني بهتلر والادعاء بأن الحسيني هو من حرض الوحوش النازية على ارتكاب مذابح الإبادة أو الهولوكست ضد اليهود التي استنكرتها الإنسانية جمعاء عدا بعض.. الوحوش الأغبياء!
المؤسف ان قادة «داعش» بارتكابهم وتصويرهم جرائمهم الوحشية هم من يخلقون حالة عداء إنساني وحضاري لشعوب المنطقة ويمنحون جيوش العالم الاسباب والذرائع لرمي كل مخزون أسلحتهم المدمرة على شعوبنا العربية والإسلامية بعد أن ساهمت أفعال «داعش» الوحشية في قتل الضمير العالمي نحو شعوبنا، ولو أخرجنا «داعش» من معادلة أحداث المنطقة لانتفت معها كل الأسباب والتبريرات للوحشية المضادة تجاه سكان المناطق المنكوبة بذلك التنظيم والتي تقتل وتدمر مرة من «داعش» ومرة من أعداء «داعش».