الوطن السعودية-
اعتمد تنظيم داعش الإرهابي على وضع مناهج تعليمية وتربوية في المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق تؤسس لجيل كامل يؤمن بمنهج التنظيم ومستعد للتضحية في سبيل الدفاع عنه وعن وجوده وقادته وبالتحديد قائدهم المعروف في المناطق المسيطر عليها بالخليفة.
مناهج التنظيم
بدأ التنظيم قبل نحو عام بإصدار مناهج تعليمية خاصة تتناسب مع فكره بوضع مناهج دينية تفصيلية في العقيدة والفقه وإلغاء المواد والمناهج العلمية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء، بالإضافة مواد تربية بدنية وما يسميه التنظيم بالتربية الجهادية بدءا من أول صف في المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية وتعتمد تلك المناهج على التمارين العسكرية التي تهيئ الطلاب منذ نعومة أظفارهم للدخول في دورات عسكرية ينتقل إليها بعضهم بالفعل خلال الإجازات المدرسية.
تمارين عسكرية
ظهرت صور نشرت أخيرا لمنهج التربية البدنية للصف الأول الابتدائي والذي بدأ إعداده حديثا خلال العام الحالي كمنهج مدرسي للصف الأول الابتدائي توزيع الحصة الدراسية بشكل دقيق واستخدام ساحة واسعة لتأدية التمارين الشبيهة بتمارين الإعداد العسكري، حيث حدد للحصة 45 دقيقة وزعت أول 10 دقائق لتكون للإحماء و30 دقيقة لتأدية التمارين الأساسية للدرس وخمس دقائق في النهاية للقيام بتمارين الإطالة لتنظيم النفس وإرخاء العضلات وتتضمن الحصة ترديد الطلاب لنشيد موضوع بالمنهج يمجد بقائد التنظيم أو ما يعرف بالخليفة.
ثقافة الكراهية
أطلق المنهج على قائد كل مجموعة في الصف مسمى أمير المجموعة والذي ينطبق على مسمى القائد في التوزيعات العسكرية التي يستخدمها التنظيم في فرقه العسكرية، فيما يرى الخبير بالجماعات المتطرفة فهد الأحمري أن المناهج التي وضعها التنظيم تميزت بأربعة خصائص، حيث تعتمد على فكر التكفير والتطرف وتلقين ثقافة الكراهية لكل العالم من حولهم وتأسيس دولتهم في كل البقاع وتأسس جيل مبني بنية عسكرية ومنظم ضمن مجموعات وميليشيات عسكرية وخبير بأساليب القتال والأسلحة وأنواعها وطرق استخدامها، كما اعتمدت المناهج على خبراء متخصصين في وضع المناهج التعليمية بشكل تدريس صفي ولكن ضمن فكر التنظيم، كما تم تركيز المناهج على العلوم الدينية وتهميش المواد العلمية وتقليص مناهجها وحصصها.
خلل فكري
عمل داعش على تكثيف المواد الدينية بطريقة مغالية حيث جاء كتاب التوحيد في ١٧٩ صفحة في حين تم استبعاد وتقليص مواد علمية ما يعكس العقلية المتطرفة التي لم تدرك فضل وأهمية المواد العلمية والتي عن طريق هذه المواد عرف التنظيم التقنية واستخدم الأسلحة الحديثة التي يحصد بها أرواح الناس، وبفضل تلك المواد استطاع أن يشغل معامل النفط التي يسيطر عليها ما يظهر أنه ما زال لدى التنظيم خلل في التكوين الفكري للمناهج التعليمية.
رسالة ضمنية
التنظيم يرسل رسالة ضمنية للعالم عبر نشر صور ومناهج التعليم التي يدرسها في المناطق التي يسيطر عليها وهي أنه دولة بإمكانها إعداد المناهج التعليمية وتقديمها بشكلها الاحترافي على طريقتها الخاصة عن سائر دول العالم، ليؤكد على أنه وحده من يملك الحق والحقيقة المطلقة وسائر شعوب العالم هم إما كفار أو مرتدون.
وأبان أن وضع داعش لمناهج تعليم المناطق التي يتزعمها شيء طبيعي ومتوقع ويدل على أن حملة دول التحالف لضرب التنظيم لم تؤت ثمارها ولم تكن بذاك التأثير في مفاصل التنظيم وإلا لما تفرغ لتعيين كوادر للتأليف وإعداد المناهج وطبع الكتب المدرسية وتوزيعها. ويؤكد الأحمري أن التنظيم سيكرس مناهج النشء لتأصيل فكره المتطرف، لكونه يرسم استراتيجية منهجية لأدمغة الأطفال وتشكيلها كعجينة بشرية تماهي توجه قياداتها الدموية، حيث إنه يريد جيلا من المقاتلين يدمنون التفجير والقتل والدمار وثقافته التكفير لا التفكير.
ميليشيات عسكرية
منهج الإعداد البدني الذي وضعه داعش ليس مخصصا لإخراج طلبة صحيحي البنية، بل لإخراج طلاب هم في الحقيقة خريجو ميليشيات عسكرية منذ نعومة أظفارهم، مضيفا أنه علاوة على اعتماد التنظيم على تعليم أصول اللياقة البدنية، يعلمونهم أنواع الأسلحة وكيفية استخدامها عمليا، ثم يأخذون الطلبة الصغار لمعسكرات التنظيم ليقوموا بالتطبيق العملي ويشاركوا في تنفيذ العمليات القتالية.
واعتبرا أن ما يدرسه التنظيم عبر مناهجه لا يمثل دراسة نظامية كالمتعارف عليها دوليا بل دورات في تشريح العقول وتعبئة النفوس بالطريقة الداعشية، حيث تكون المخرجات عبارة عن أجساد متشربة للفكر الضال، والتدريب الإرهابي.