محمد بتاع البلادي- المدينة السعودية-
• الواجبات المهملة، تتحول لاحقاً إلى كوابيس مرعبة .. هذه قاعدة قديمة يثبتها حالنا مع ( داعش) !! .. فتهاوننا كمجتمعات عربية في القضاء على هذا الفكر الشيطاني تحول بعد سنوات من الإهمال والتواكل والطبطبة إلى عبء مرهق فعلاً ، بعد أن تحولت الفكرة إلى وحش يعيث في أرض الله فساداً، وإرهاب يُثقل الإسلام والمسلمين بتبعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
• أسهل طريقة لإراحة الضمير هي التحايل عليه بإلقاء الأسباب على الآخرين..
فالعجيب والمؤسف في آن أنه كلما أقدمت هذه الجماعة الخارجة على جريمة جديدة تجد من ينسبها بمنظور براغماتي إلى إحدى القوى الخارجية شرقاً أو غرباً ، لترتاح ضمائرنا قليلاً ونستمر في سباتنا رغم أن كل الشواهد التاريخية تشير بوضوح إلى أن هذا الفكر له جذور ضاربة في أعماق ثقافة المنطقة وتراثها القديم .
• أكبر ضحايا الحروب والأزمات، هي الحقيقة كما يقولون ، و تفجيرات باريس الأخيرة عمل إرهابي ينكره كل صاحب فطرة سوية ، لكن بالمقابل فإن أضعاف هذا العدد يقتلون يومياً في المنطقة بدم بارد ، وعلى طريقة بيدي لابيد عمرو ولم يلتفت لهم أحد ! . الفكر لا يوجد من عدم ، والداعشي لا يولد داعشياً بطبعه ، بل هو نتاج لعمليات طويلة ومتراكمة ساهمت في تشكيل عقله، لكن أخطر من يشكل هذا العقل المفخخ هم منظرو داعش الذين يزحفون بين أبنائنا زحف الأفاعي، يضيقون عليهم الدنيا حتى تصغر في أعينهم ، ويوهمونهم أن الأصل في الأشياء هو التحريم حتى يفقدوا الإحساس بجماليتها والرغبة في إعمارها ، ولا يتبقى لهم سوى الأمل في الحياة الآخرة ، فيستعجلون الذهاب إليها ليتمتعوا هناك بكل ما حرم عليهم شياطين داعش في الحياة الدنيا !.
• مشكلة داعش تكمن في كونه فكرة أيديولوجية أكثر منه تنظيماً عسكرياً.. لذلك قد تنجح القوى العالمية في هزيمته عسكرياً كما فعلت من قبل في أفغانستان .. لكن هذا الفكر سيبقى حربة مغروسة في قلوب أمتنا قبل أي أمة أخرى إن لم نهزمه في نفوسنا أولاً .
• داعش صنيعتكم أيها العرب .. صحيح أن هناك من استغل هذه الأداة الحادة ووظفها ضدكم .. لكنه في الأصل نتيجة طبيعية لتخاذلكم، خلافاتكم ،طائفيتكم ،حواراتكم الصماء وتعليمكم الهش !.