ح.سلفية » داعش

الحرية والديمقراطية ضد قطعان الجهل

في 2015/11/20

عبدالعزيز خريبط- الشاهد الكويتية-

التعامل مع الإرهاب لا يجدي بالاجراءات الأمنية والعسكرية، فالضرر يكمن في الايديولوجية، وما يحمله هذا الإرهابي تجاه العالم من حقد وكراهية، والمشكلة الأخرى بأن هذه الأيديولوجية دائما ما يصاحبها ضجة ومد مسلح يخترق الحدود والقوانين كنوع من الدفاع والتصدي والانتقام، ويكون الانتحار بالتفجير وتخليص النفس غاية للتخلص من الآخرين المختلفين الذين يجد فيهم سعة للتلذذ في الانتقام، وتكفير الذنوب ودخول الجنة من أوسع الأبواب.

عند القراءة المتأنية لبيان التنظيم الإرهابي للجريمة في ما سماها الغزوة المباركة على فرنسا الصليبية تساءلت أليس ما ذكر في البيان يناسب البعض وأن تبرأ من التنظيم؟ أليس هذا النهج والأسلوب من التعدي والإرهاب يسكن بعض النفوس خصوصاً عند غسيل المخ وتبديل الزمان والمكان على أنه صراع بين مسلم وصليبي، ومؤمن وكافر، وللقضاء على أماكن العهر،والانتقام والثأر، أليس هذا ما يحسبه البعض ايمان وسبيل لحياة أفضل؟

عندما يتم التساهل مع المتجنسين والمقيمين سواء بصورة قانونية أو غير قانونية باسم الانسانية والحريات والديمقراطية واحترام الثقافات وتغيير الكثير من المبادئ من أجل ذلك، هذه هي النتيجة، عبث وفوضى ثم فساد يؤدي إلى انفلات امني وإرهاب يضرب المؤسسات والدولة.

ما حدث في باريس ليس أمراً غريباً، فالهجمات انتقامية بالدرجة الأولى فالتنظيم الإرهابي يمتلك تخطيطاً وترتيباً ودقة في الانتقام، فهو يمتلك أرضاً وميزانية وعقليات مدبرة قادرة على التخطيط والتنفيذ ولديه مخزون بشري خطير منتشر في جميع المناطق، وقادر على تنفيذ عمليات ذات طابع معقد كما حدث في الطائرة الروسية، ولبنان من اختراق الجنوب معقل حزب الله إلى باريس.

الغرب تجاهل ما يحدث في العالم العربي والاسلامي من عبث وقتل ووحشية ودمار وخراب وانتقام من الانسان والحضارة في العراق وسورية، وما حدث في السعودية والكويت، وما يحدث في المنطقة، وتذكر الغرب فجأة بأن عليه مسؤوليات جادة وعملية حينما استيقظ على عمليات منظمة من التنظيم الإرهابي الذي من سنة ونصف السنة من ظهوره يلعب معه لعبة القط والفأر.

لا أعتقد بأن ما يتم اتخاذه من اجراءات مشددة في أوروبا ستحد من الإرهاب  والمد المسلح، فالذئاب المنفردة وعناصر التنظيم متغلغلة بالعالم، ومفهوم الحريات والطرق الحضارية التي يسلكها الغرب في رأيي ليس لها أي نتائج ذات قيمة الا عن طريق مواجهة التطرف على أراضيها بالاشتراك والاستعانة بجهود وخبرات الأنظمة الخليجية والعربية الأمنية، فهذه العقول الإرهابية لا يمكن القضاء عليها الا عن طريق التكاتف المشترك الجاد وتبادل الخبرات الخليجية والعربية الأمنية التي تدرك كيف تفكر وتتعامل مع هذه العقليات التي يسهل اثارتها واصطيادها.