ح.سلفية » داعش

النائب الرويعي: «داعش» منظمة إرهابية ونرفض وصفه بالدولة الإسلامية

في 2015/11/27

الوطن الكويتية-

عبر رئيس وفد مجلس الأمة الكويتي في منتدى (المجموعة البرلمانية الخاصة) لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الدكتور عودة الرويعي عن رفض نعت ما يسمى تنظيم (داعش) بالدولة الاسلامية أو اعتباره جزءا من حرب طائفية بين المسلمين مطالبا بالجدية والصراحة في كشف شرايين تمويله ومواجهة خطابه الاعلامي.

واستهل النائب الدكتور الرويعي مداخلته حول (داعش) ومصادره الفكرية وايديولجيته والهجمات "الارهابية" الأخيرة بنقل تحيات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للمجتمعين والحكومة الايطالية المضيفة والتعازي في ضحايا "الارهاب" سواء في باريس أو مالي أو الدول العربية مثل الكويت التي نالتها يد الاجرام.

وتحدث عن خطورة الربط المستمر بين (داعش) والاسلام مشددا على ضرورة أن يقتصر توصيف (داعش) والحديث عنه كمنظمة ارهابية فهو ليس دولة ولا يمت للاسلام ولا المسلمين بصلة مشددا أيضا على ضرورة النظر الى امتداد الفكر الايديولوجي لهذا التنظيم بوضوح وصراحة ودقة بعيدة عن الروايات المرسلة التي لا نعرف حقيقتها.

وشدد النائب الدكتور الرويعي على ضرورة أن يلتزم الحوار الجاد حول هذا التحدي الخطير "الحقائق" مطالبا القائمين على المنتدى والمشاركين من باحثين وخبراء وغيرهم "أن يقدموا ما لديهم من دلائل ملموسة تقوم على حقائق ومعلومات سواء استخباراتية أو عسكرية أو حتى بحثية.

ودعا الى كشف حقيقة هذا التنظيم الذي صار يستهدف بجرائمه كل الدول ولا يفرق فيها بين كبير وصغير ولا بين الأطفال والنساء أو المسنين دون تمييز لهوية أو عقيدة ضحاياه ممن يخالفون فكره الشاذ أيا كانوا.

ورد النائب الكويتي على ما ذهب اليه البعض في مداخلاتهم باعتبار أن ظاهرة (داعش) تنضوي على صراع سني شيعي رافضا هذا الطرح المغلوط مؤكدا أن المسلمين السنة والشيعة أخوة وشركاء في أوطانهم يعيشون سويا منذ القدم ويرفضون هذا التأويل المغرض.

ودعا من يروج لهذا الطرح أن ينظر الى الواقع وما يقترفه من جرائم لا تفرق فيها بين شيعي أو سني ليرى أن أغلب ضحايا (داعش) هم من المسلمين السنة.

كما دحض ادعاءات الربط بين جرائم (داعش) وشاكلتها بتدمير الأثار والمتاحف على أساس ديني مؤكدا أن التراث الثقافي والموروث الحضاري المتراكم منذ أقدم العصور ظل موجودا ومصانا في الأراضي والبلاد العربية والاسلامية منذ فجر الاسلام قبل 14 قرنا وهو ما يدل أيضا على "أن (داعش) ليس من الاسلام بشيء".

وفي كلمته أمام منتدى "المجموعة الفرعية الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط" المنبثقة عن الجمعية البرلمانية لحلف الناتو شدد النائب الدكتور الرويعي على أهمية تعقب مصادر تمويل التنظيم الارهابي وقطعها كشرط أساسي للقضاء عليه.

وأكد كذلك أهمية الجانب الاعلامي والتربوي خاصة في العالم العربي والاسلامي في اظهار حقيقة الاسلام السمحة والمسلمين والتعبير عنها محذرا في المقابل من سلوك الاعلام الغربي المستمر في التشهير بالمسلمين والاسلام والذي يعد خطأ جسيما يصب في صالح التنظيم.

وقال النائب الدكتور الرويعي ان هذه المسألة تحتاج الى معالجة جادة وواضحة حتى لا يتم تقديم صورة مشوهة عن الاسلام والمسلمين وقرن أعمال (داعش) بالاسلام بدلا من توضيح حقيقة أن هذا التنظيم الارهابي هو في الأساس ضد المسلمين والاسلام ويلزم مواجهة رسالته الاعلامية التحريضية برسالة اعلامية واعية ومسؤولة من قبل الجميع.

وحول أزمة اللاجئين السوريين ودور المجتمع الدولي الانساني تجاههم أوضح أن الكويت كانت سباقة في الانتباه الى هذا الجانب الانساني وفي المسارعة بتقديم كل أشكال الدعم الى الشعب السوري الشقيق مذكرا بمبادرات سمو الأمير وتنظيم ثلاثة مؤتمرات ناجحة للمانحين استحقت تقدير المجتمع الدولي.

ويواصل منتدى (المجموعة البرلمانية الخاصة) لحلف الناتو جلساته التي تناقش قضايا الهجرة و"الارهاب" والطاقة والاقتصاد والأزمات الاقليمية الذي افتتحه رئيس مجلس الشيوخ الايطالي بيترو غراسو اليوم ويستمر يومين في قصر (السيادة) التاريخي بفلورنسا.

وتتناول مناقشات المنتدى هذا العام أزمة النازحين والجذور الايديولوجية والاجتماعية للارهاب الجهادي واستراتيجية هزيمة (داعش) وقضية تمويل "الارهاب" بالاضافة الى تطلعات الطاقة بالشرق الأوسط وأبعادها الاقتصادية وقضية المرأة والتنمية في الشرق الأوسط والأزمة الليبية والحرب الأهلية وعلاقات ايران مع الغرب.

ويشارك في المنتدى كل من الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورئيسة مجلس النواب الايطالي لاورا بولدريني ووزيرة الدفاع الايطالية روبيرتا بينوتي الى جانب أكاديميين في المؤسسات العسكرية والاستراتيجية والبحثية الأمنية وخبراء شؤون الأمن في المتوسط والشرق الأوسط والارهاب.

وتشارك دولة الكويت في المنتدى بوفد من مجلس الأمة يترأسه النائب الدكتور عودة الرويعي اضافة الى سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي خالد الجابر الصباح.