ح.سلفية » داعش

الأسباب السبعة لانضمام الأوروبيين لداعش

في 2015/11/30

فاضل العماني- الرياض السعودية-

بداية، لابد من الالتفات إلى أن هذه "الهجرة" الأوروبية التي يُمارسها الشباب الأوروبي المسلم للانضمام للجماعات المسلحة هنا وهناك لم تكن الأولى، ولكنها امتداد لهجرات سابقة، كالتحاق بعضهم بالمجاهدين الأفغان للقتال ضد السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي، كما شهدت التسعينيات أيضاً سفر العديد من الشباب الأوروبي المسلم إلى البوسنة التي كانت تتعرض لإبادة جماعية في ظل لامبالاة مُتعمدة من أوروبا والعالم بأسره.

والآن إلى الأسباب السبعة التي أدت لانضمام المقاتلين الأوروبيين لداعش، والتي وعد بها المقال السابق:

- فشل القيادات الإسلامية في أوروبا في استقطاب واستيعاب الشباب المسلم هناك، ما نتج عنه الفهم الخاطئ للإسلام الحقيقي الذي يدعو للحب والرحمة والتسامح والانفتاح.

- النمو المتسارع لظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام، خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر، أدى إلى وجود تطرف مضاد من قبل الشباب الأوروبي المسلم المتحمس الذي يُفكر في الانتقام.

- الاستغلال الخبيث الذي يُمارسه تنظيم داعش لكل وسائل ووسائط تكنولوجيا الاتصال والإعلام الحديثة كتويتر والفيس بوك واليوتيوب وإنستغرام لاستدراج الشباب الأوروبي المسلم، خاصة وأن أغلب قيادات داعش من الشباب، ويعرفون جيداً كيف يُخاطبون ويؤثرون على الشباب الأوروبي المسلم.

- تزايد حالة الضياع وفقدان الهوية لدى الكثير من الشباب الأوروبي المسلم، جعلهم فريسة سهلة لدعاة التحريض والتغرير والتوجيه الذين يُمثلون جسر عبور خبيث لداعش الإرهابية.

- البروز الواضح في المجتمعات الأوروبية لبعض التمايزات الثقافية والعرقية والعنصرية والصعود الكبير لليمين الأوروبي المتطرف الذي يُمارس خطاباً كريهاً ومُعادياً للأجانب وللمهاجرين المسلمين بالتحديد، جعل هؤلاء الشباب يشعرون بالغربة والإحباط واليأس في أوطان تلفظهم وتسخر من معتقداتهم وعاداتهم، فكانت "الهجرة" من "بلاد الكفار" إلى "دولة الخلافة" هي الأكذوبة التي كرّسها تنظيم داعش في عقول وقلوب هؤلاء الشباب المُحبط.

- الفراغ الروحي الذي يعيشه الشباب المسلم في أوروبا نتيجة غياب الإجابات الشافية والمقنعة والمباشرة لأسئلته الملحة والمتكررة والمتجددة، ما أتاح لداعش وغيرها الفرصة لممارسة غسيل دماغ وتعبئة طائفية وأدلجة مركزة للشباب الأوروبي المسلم.

- أسطرة الوهم الذي دفع بأولئك الشباب إلى الانخراط في هذا "التنظيم الجهادي" الذي سيُحقق لهم الحلم الخرافي بأن يكونوا أبطالاً أسطوريين تماماً كنجوم هوليوود الخارقين.

تلك هي بعض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انضمام الشباب الأوروبي المسلم إلى داعش، ولكن الأهم الآن يتمثل في إيقاف تدفقهم إلى ساحات وبؤر الاقتتال والاحتراب، بل ومنع كل الشباب العربي والمسلم المغرر بهم في كل مكان من الانخراط في ذلك التنظيم الإرهابي.

سؤال لابد منه هنا: لماذا نُكرر التجارب الكارثية أكثر من مرة؟