الخليج الجديد-
دعا موقع «ديفينس وان» الأمريكي، صناع القرار في الولايات المتحدة إلى ضرورة الاستعداد لانهيار المملكة العربية السعودية، خاصة أنها أمام سيناريوهات عدة تعبر عن غضب شعبي من الحكم.
جاء ذلك في تقرير للموقع نشره أول أمس الثلاثاء، كتبه الباحثان «Sarah Chayes» و «Alex de Waal»، تحت عنوان «ابدأوا الاستعداد لانهيار المملكة السعودية».
ووصف التقرير السعودية بأنها «ليست دولة، ولكنها شركة سياسية تستخدم نموذج عمل ذكي ولكنه غير قابل للاستمرار أيضاً»، كما يمكن وصفها كمؤسسة «فاسدة تشبه المنظمة الإجرامية، وفي كلتا الحالتين فإنها لا يمكن أن تستمر»، ودعيا صناع القرار الأمريكيين إلى البدء بالتخطيط لانهيار السعودية.
وقال الباحثان إنه «يمكن النظر الى الملك السعودي على أنه الرئيس التنفيذي لشركة تجارية عائلية تحوّل النفط إلى دفعات لشراء الولاء السياسي، وذلك يأخذ شكلين، الدفعات النقدية أو الامتيازات التجارية للعدد المتزايد من اتباع العشيرة الملكية، وتوفير بعض السلع وفرص العمل للمجتمع العام».
ولفتا إلى أن «قوات الأمن الداخلي السعودي الوحشية المسلحة بالأسلحة الأمريكية تستخدم العصا القسرية».
الباحثان شددا على أن توسيع إنتاج النفط في ظل الأسعار المنخفضة – على الأقل حتى إعلان تجميد مستوى الإنتاج عند يناير – قد يعكس حاجة ملحة إلى الإيرادات والضرورات الأخرى.
وأشار الباحثان إلى أن «السوق السياسي أيضاً يخضع لقانون العرض والطلب، وعليه سألا عما سيحصل في حال ارتفع ثمن الولاء السياسي»، و قالا إنه يبدو أن ثمن هذا الولاء قد ارتفع بالفعل، حيث اضطر الملك «سلمان بن عبد العزيز»، إلى صرف الكثير من الأموال من أجل تأمين ولاء «الوجهاء» الذين سبق وأعلنوا ولاءهم للملك «عبدالله» الراحل.
ولفت التقرير إلى أن الرياض قد تواجه سيناريو يشبه ما يحصل في جنوب السودان والصومال، اللتين تعانيان من تلك المشاكل نفسها.
وحذر التقرير من أن المملكة قد تواجه الإعسار السياسي في حال تواصل ارتفاع «مؤشر أسعار الولاء»، وشبها النخبة الحاكمة السعودية بـ«المؤسسة الإجرامية المتطورة، في الوقت الذي تطالب فيها الشعوب بمختلف الأماكن بمحاسبة الحكومة».
ونبه إلى أنه «بينما تأتي المطالب السياسية بشكل أساسي من الأقلية الشيعية في السعودية اليوم، إلا أن هناك طبقة سنية مثقفة منفتحة بشكل غير مسبوق على العالم الخارجي، وبالتالي من غير المرجح أن تبقى راضية ببعض الخدمات التي يقدمها الحكام، كما أن العمال الأجانب، قد يطالبون بحقوق لهم قريباً».
كما حذر الموقع من أن أساليب الملك «سلمان» بالتعاطي مع أصوات المعارضة، مثل الإعدام وخوض حروب خارجية واللجوء إلى العداوات الطائفية لمواجهة مطالب السعوديين الشيعة، تحمل مخاطر جسيمة.
وتحدث الموقع عن بعض السيناريوهات في حال ضعف تمسك «سلمان» بالسلطة، إحداها هو حصول صراع داخل العائلة الملكية، حيث يصبح ثمن الولاء أعلى من أن يقدر أي كان على دفعه، أما السيناريو الآخر، فهو حرب خارجية أخرى، وعليه، أكد التقرير أن صناع القرار الأمريكيين يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا الخطر بينما يضغطون من أجل حلول إقليمية للمشاكل في المنطقة.
أما السيناريو الثالث بحسب الباحثين، فهو «حصول تمرد، إما على شكل انتفاضة غير مسلحة أو تمرد جهادي».
بناء على كل ذلك شدَّد الموقع على ضرورة أن تخطط الولايات المتحدة للسيناريوهات المحتملة والاجراءات الأمريكية المحتملة للرد على مثل هذه السيناريوهات، وقال إنه يجب تحديد السيناريوهات الأخطر والتوقف عن التفكير «الأوتوماتيكي» الذي طالما قاد السياسة الأمريكية تجاه السعودية.