علاقات » اميركي

إذا كان الانحراف يمثلكم فـ«داعش» تمثلنا!

في 2016/02/20

عائشة سلطان- البيان الاماراتية-

لديهم ما يكفي من التخلف والعنصرية، فعلاً وقولاً، كما أن تاريخهم غير مشرف تماماً في مجال حقوق الإنسان والتمييز العنصري، ومع ذلك فهم يعتزون بهذا التاريخ بكل حسناته وغثائه وآثامه، هذا شأنهم وهم أحرار فيما يحبون وفيما يفخرون، كما أنهم بوصفهم أفراداً وجماعات، وأناساً عاديين وسياسيين ومفكرين، يعترفون بدورهم الحاسم في الكثير من الكوارث التي ابتلي بها العالم..

وبدور أجهزة مخابراتهم في إعداد ورسم الكثير من المؤامرات والحروب والفتن التي غيرت تاريخ المنطقة والعالم، مع ذلك فإنهم ينسون ذلك كله حين يقفون أمامنا متهميننا بالإرهاب وبصناعة «داعش» وأفكارها المنحرفة!

تابعت مؤتمراً صحفياً لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حين وقف أحدهم ليقول له إن «داعش» مجموعة من المنحرفين النفسيين الذين يمثلون الإسلام ويتحركون باسمه وللدفاع عنه برغم نفي المسلمين لهذه الحقيقة، فكل الأفكار التي يرتكز عليها التنظيم تنهل من أفكار إسلامية ورموز إسلاميين في الفقه الإسلامي، ثم طلب من الجبير أن يعقب على ذلك ؟

بدأ الجبير جوابه بشكل حاسم قائلاً (كل الديانات فيها منحرفون وضالون ومرضى يختطفون الدين ليتحدثوا باسمه، وأنا هنا يمكنني اعتبار «داعش» تمثل الإسلام تماماً إذا اعتبرنا أن منظمة (kkk) تمثل المسيحية! ألا يحمل أفراد المنظمة الصليب، ألا يتحدثون باسم المسيح ويدعون أنهم يخدمون الرب ويتقربون إليه بقتل الأفارقة وتعذيبهم؟).

وكو كلوكس كلان (Kkk) اسم يطلق على عدد من المنظمات المتطرفة في الولايات المتحدة الأميركية لا تزال موجودة حتى اليوم، رغم أنها تأسست مع حركة تحرير العبيد أيام الحرب الأهلية، يؤمن المنتمون لهذه المنظمات بتفوق الجنس الأبيض والعنصرية ومعاداة الجنس الأسود، يستخدمون العنف والإرهاب وممارسات التعذيب كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم كالأميركيين الأفارقة وغيرهم.

هل يمكن القول إن (KKK) تمثل المسيحية، بالرغم من كونها تعتمد على نصوص من الكتاب المقدس وترفع الصليب؟ وهل يمكن اعتبار الحركات الهندوسية المعادية لمسلمي الهند والداعية لإبادتهم ممثلة حقيقية لروح الهند المتسامحة؟ كما أن في أوروبا حركات متطرفة ضد المسلمين، وعند اليهود حركات متطرفة، وغيرهم، فهل يمثل هؤلاء روح الديانات فعلاً؟

إذا لم تقبلوا بنسبة هذه الحركات المنحرفة للمسيحية واليهودية والهندوسية، وهذا حقكم فنحن كذلك لا نقبل ولا يجوز أن يأتي متقوّل ليدعي أن «داعش» تمثل الإسلام، الإسلام يمثله القرآن ونصوصه الدالة الداعية للحرية الدينية وللتسامح وقبول الآخر وإعلاء قيمة الاختلاف والاختيار، ما عدا ذلك فالإسلام لا علاقة له بـ«داعش»، وغير «داعش»!