مي خلف - الخليج أونلاين-
مع ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، تتلقى هيلاري كلينتون –التي تتقدم في السباق الانتخابي- تبرعات بملايين الدولارات من دول الخليج، الأمر الذي قد يضطرها -إذا ما فازت بالانتخابات- إلى الإيفاء بالالتزامات المترتبة على هذا الدعم الضخم؛ وهنا تثار التساؤلات حول إمكانية تكوين لوبي عربي-خليجي مؤثر في الانتخابات والسياسة الأمريكية مستقبلاً.
ولن تتضح الإجابة عن هذا السؤال إلا في المستقبل البعيد، لكنّ كمّ الأموال التي تتلقاها كلينتون من المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وسلطنة عمان، قد يعتبر مؤشراً واضحاً لدعمهم لها في الانتخابات القريبة.
وبحسب ما جاء في تقرير سابق نشر على صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تحت عنوان: "هيلاري، جِب والدولارات" ($$$$$ Hillary Jeb and) فإن كلينتون تتلقى دعماً مالياً يقدر بعشرات ملايين الدولارات من دول وجهات أجنبية غالبيتها خليجية. لكن الدعم لا يتم بشكل صريح لدعم حملتها الانتخابية؛ لأن ذلك مخالف للقانون الأمريكي، ولكن عن طريق جمعيات خيرية تابعة لكلينتون وعائلتها.
وفي هذا السياق، وضّحت الأرقام التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الدعم الذي تتلقاه كلينتون من الدول الخليجية هو دعم متنوع وقد بدأ بنقاط زمنية مختلفة، فعلى سبيل المثال، تقدم المملكة العربية السعودية الدعم لصندوق كلينتون منذ عام 1999، وقد بلغت قيمة التبرعات حتى اليوم 25 مليون دولار تقريباً، كما أن سلطنة عمان قدمت تبرعات بقيمة تتراوح بين 1-5 ملايين دولار.
ومقابل الدعم السعودي والعماني المستمرين منذ وقت طويل، يلفت النظر النقطة الزمنية التي بدأت فيها قطر والإمارات العربية المتحدة بتقديم التبرعات لصندوق كلينتون الخيري. فبحسب الصحيفة فقط في العام 2014 قدمت قطر لكلينتون للمرة الأولى تبرعات بقيمة تتراوح بين 250-500 ألف دولار عن طريق اللجنة المكلفة بالتحضير لمونديال "قطر 2022". ومن ناحيتها تبرعت الإمارات عام 2014 أيضاً لأول مرة بمبلغ يتراوح بين 1-5 ملايين دولار لصندوق عائلة كلينتون الخيري.
ويذكر أن الدعم الأجنبي لصندوق عائلة كلينتون الخيري يشكّل ثلث مدخلاته؛ إذ يتلقى التبرعات من 6 جهات أجنبية 4 منها خليجية، والباقي يأتي من ألمانيا وأستراليا بقيم متفاوتة.
وبحسب القوانين الأمريكية يمنع على المرشح تمويل حملته الانتخابية عن طريق جهات أجنبية، لكنه لا يمنع تمويل الصناديق الخيرية من جهات أجنبية، وهو ما تفعله عائلة كلينتون بشكل مكثف في السنوات الأخيرة.
[Clinton]
وهنا ترى صحيفة "نيويورك تايمز" أن الارتباطات المادية القوية لكلينتون بجهات أجنبية، أغلبها خليجي، مرتبط بلا شك بالتزامات عديدة من المتوقع أن تحملها معها كلينتون إلى البيت الأبيض إذا ما تم انتخابها.
وبطبيعة الحال بحسب الأرقام والنسب المذكورة أعلاه، فإن الالتزامات تجاه الخليج لن تكون خفيفة على كاهل كلينتون، ولن تستطيع تجاهلها ونسيانها ببساطة بعد الانتخابات، حتى إن لم تستخدم أموال التبرعات للحملة الانتخابية.
وتشدد الصحيفة على أن كلينتون لن تستطيع الفصل بين نشاطها الخيري ونشاطها السياسي تماماً، وأن هوية المتبرعين ستؤثر بشكل حتمي على السياسة.
وتأكيداً لذلك قالت "واشنطن بوست": إن "المانحين الأجانب والدول صاحبة المصالح التي يمنع عليها التبرع بشكل مباشر للحملة الانتخابية الخاصة بكلينتون، أثبتوا دعمهم السياسي لها عن طريق الأموال الممنوحة لصندوقها الخيري".
بناء على ذلك، يرى مراقبون أن دول الخليج بدأت بتوضيح الصورة حول مرشحها المفضل للرئاسة الأمريكية القادمة. وأن تقديمها عشرات ملايين الدولارات لصندوق عائلة كلينتون الخيري يعتبر خطوة مفيدة لها استراتيجياً، وقد تنجح مستقبلاً بتشكيل كتلة خليجية-عربية قادرة على فرض تأثير أوسع في العالم.