علاقات » اميركي

خبراء: اتهامات الرئيس الأمريكي السعودية بتأجيج الحرب تحول خطير في العلاقات بين واشنطن والرياض

في 2016/03/15

ريهام سالم- شؤون خليجية -

توالت ردود الفعل الخليجية الغاضبة على تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي اتهم فيها المملكة السعودية وإيران صراحة بتأجيج الحروب بالوكالة، حيث ساوى بين البلدين ووضعهما في جملة واحدة واعتبرهم مذنبتان في تأجيج الحروب الطائفية وحروب الوكالة في اليمن وسوريا والعراق.

كما ألمح أوباما إلى أن السعودية ساهمت مساهمة سلبية في الحرب الأهلية في سوريا حين دعمت المصالح الفئوية والطائفية ولم تُسهم بإيجاد حل للأزمة.

الفيصل يهاجم أوباما ويرد بقوة

ورد الأمير السعودي تركي الفيصل في رسالته المفتوحة التي نشرتها آراب نيوز المحلية التي تصدر بالانجليزية، ونشرتها مترجمة صحيفة الشرق الأوسط بعنوان "لا .. ياسيد أوباما"، هاجم فيها الرئيس الأمريكي بشدة،  قائلا: "نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا".

وأضاف: "نحن من شاركناك معلوماتنا التي منعت هجمات إرهابية قاتلة على أمريكا، نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش). ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار".

وأضاف "الفيصل": "تحت من بادرلى تقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني للشعب اليمني ليسترد بلاده من براثن ميليشبا الحوثيين المجرمة التي حاولت بدعم من القيادة الإيرانية احتلال اليمن، ومن دون أن نطلب قوات أمريكية".

وتابع: "نحن أسسنا تحالفا ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة لمحاربة كافة أطياف الإرهاب في العالم، نحن أكبر متبرع للنشاطات الإنسانية التي ترعى اللاجئين السوريين واليمنيين والعراقيين، نحن من يحارب العقائد المتطرفة التي تسعى لاختطاف ديننا ونحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم".

واشتد انتقاد "الفيصل" لاوباما، مستنكرا تقربه من إيران وإهماله لحلفه مع المملكة، مشيرا إلى ما حدث في أخر لقاء جمع أوباما بالملك السعودي الراحل عبد الله، حين ضرب الأخير بيده على الطاولة غاضبًا وقال لأوباما بصوت مرتفع: "لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس".

العلكمي يعتبر الرد عاطفي ويطالب بالمخاطبة بالحقائق

وعقب الكاتب السعودي خالد العلكمي، على رسالة "الفيصل" لـ"أوباما" قائلا: "مقال تركي الفيصل في الرد على تصريحات أوباما عاطفي ولم يرتقي لمستوى الحدث"، مضيفا: "لغة المقال العاطفية مناسبة للعقلية العربية، وكأنها عتب صديق على صديق.. العقلية الغربية تخاطب بالحقائق والأحداث والمنطق والتحليل العلمي فقط".

وتابع في تغريدات له على حسابه بتويتر: "الأكيد أن الإدارة الأمريكية غاضبة من عاصفة الحزم وسياسات العهد الجديد، هذا تأكيد أننا نسير في الإتجاه الصحيح بإذن الله"، مستطردا: "حتى لا نخدع أنفسنا أكثر، هذه هي حقيقة موقف رؤساء أمريكا من السعودية والخليج، وليس فقط أوباما ".

وأشار "العلكمي" إلى أن أوباما يظهر وجهه القبيح للسعودية والقنصل الأمريكي يدعم الحشد الشعبي، مؤكدا أن سياسات الحزم أظهرت ما تكنه الصدور، وكشفت حجم السبات الذي كنا نعيشه.

ولفت إلى أن قبح وقذارة السياسة الأمريكية لا تخفى إلا على السذّج، قائلا: "نحمد الله أنها لم تتعرّى إلا في زمن الحزم ".

أمريكا تتخلى عن حلفائها وتكشف وجهها القبيح

وقال سرحان العتيبي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود: "في سابقة خطيرة لرئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية، أوباما يخرج عن صمته وما تكنه نفسه الشريرة باتهام السعودية بأنها تنشر التطرف".

وأضاف في تغريدة له على حسابه بتويتر: " ففي حوار مطول مع مجلة أتلانتيك أوباما يرثي حلفاء أمريكا التقليديين -دول الخليج-ويدعوهم إلى التعايش مع إيران في ما يسميه السلام البارد"، مشيرا إلى أن أوباما لم يذكر إيران بسوء، وصب جام غضبه على السعودية الحليف التقليدي التي ساهمت في ازدهار أمريكا، بأن السعودية هي من أذكى الطائفية السياسية.

وتساءل "العتيبي": "هل حديث أوباما هو إبراء ذمة أمريكا مما فعلته في العالم العربي من دمار وخراب وفوضى خلاقة "كما يقولون" واستنزافها لثروات دول المنطقة؟ هل أمريكا بصدد تشكيل تحالف جديد من إيران والعراق وسوريا وإسرائيل ومصر؟"، مجيبا: "كثير من المعطيات والمؤشرات تؤكد على ذلك، فهي أرض حضارات كما يقول".

ولفت إلى أن أوباما كان حريصا على توقيع الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، وذلك لإخراجها من عزلتها وأزمتها السياسية والاقتصادية!!؟، موضحا أن أوباما يثني على إيران بأنها دولة حضارة ويبرئها من أعمالها التوسعية والتخريبية ويتهم العالم العربي بالتخلف، وأمريكا هي سببه الأول والأخير.

وقال "العتيبي": "بعد تدمير العالم العربي وسلب مقدراته وإعاقة نموه السياسي والاقتصادي وقوته العسكرية، يبحث أوباما عن استثمار سياسي في ساحات عالمية أخري"، متسائلا: "هل أمريكا تستعد للانعزال السياسي والعسكري وتترك المنطقة للأقوى بعدما عاثت فيها فسادا وتسلطا وهيمنة؟ إذا كان كذلك فلتذهب غير مأسوف عليها".

وأكد أن هذه هي السياسة الأمريكية الجديدة التي بدأت أمريكا تتخلى عن حلفائها وتتنكر لهم ولخدماتهم التي قدموها، قائلا: "هل نقول: (أكلنا يوم أكل الثور الأبيض؟)".

وأشار إلى أن هذا هو الوجه الحقيقي القبيح للسياسات الغربية، بعد عقود من استنزاف خيراتنا وزرع إسرائيل بيننا(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)

كشف المخطط الأمريكي وراء تصريحات أوباما

وقال الكاتب والمحلل السياسي البحريني موفق الخطاب: "بكل وقاحة يتهم أوباما السعودية بنشر الإرهاب ويتناسى جرائمهم في أبو غريب وتثبيت المحاصصة الطائفية في العراق ودعم كل المليشيات الشيعية"، مضيفا: "لم يكن أوباما  ليدلي بتصريحاته الخطيرة ويكشف عن السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط لولا شعوره بكشف مخططهم وإستباق السعودية للأحداث!".

وأكد في تغريدات له على حسابه بتويتر، أن تصريحات أوباما الأخيرة جرس إنذار لشعوب المنطقة وهي مؤشر خطير أن الحلف الأمريكي الإيراني الصهيوني ماض في تفتيت الشرق الأوسط وإعادة رسمه.

وغرد موفق الخطاب -الكاتب والباحث والمحلل السياسي البحريني، قائلا: "أمريكا تعترف رسميا بالحشد الشيعي وتكلف قنصلها في البصرة بزيارة جرحاه، فهي تدعم الإرهاب الإيراني وتقف بالضد من العرب وتتهمهم بالتطرف".

وأشار المفكر الإسلامي والمحلل السياسي الدكتور محمد المختار الشنقيطي، إلى أن سياسة أوباما كانت معادية للسعودية ودول الخليج العربية وتركيا من أول يوم لكن أصحابنا أعماهم التعلق الوثني بأميركا.